واشنطن، موسكو – رويترز، يو بي أي، أ ف ب - قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ان الولاياتالمتحدة ستعاود تنفيذ مهمة تدريب قتالي في جمهورية جورجيا من أجل إعداد القوات الجورجية لتنفيذ عمليات لمكافحة التمرد في أفغانستان. وقال جيف موريل السكرتير الصحافي للوزارة: «تريد جورجيا أن تكون جزءاً من الجهد الدولي في أفغانستان. ونحن نريد مساعدتهم على الاستعداد لذلك». وأشار موريل الى ان الولاياتالمتحدة أجرت مشاورات مع روسيا في شأن برنامج التدريب لتفادي أي سوء تفاهم. وقال: «انه (التدريب) غير مصمم من أجل إعدادهم لأي دفاع داخلي. وقد كنا صريحين للغاية مع نظرائنا الروس في شأن ما نفعله». وأكد ان الولاياتالمتحدة وافقت على إرسال بضع عشرات من مدربي مشاة البحرية الى جورجيا لمساعدة كتيبة من القوات الجورجية على التدرب من اجل الانتشار في أفغانستان العام المقبل. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» أول من أورد نبأ مهمة التدريب، مشيرة الى أن أول أعضاء فريق من المدربين والمستشارين تابع لسلاح مشاة البحرية سيصل جورجيا يوم الأحد أو الاثنين، وأن عدد المدربين سيتراوح بين 10 و69 خلال الأشهر الستة المقبلة. وكتبت الصحيفة ان مهمة التدريب الجديدة التي ستبدأ في أول أيلول (سبتمبر) تأتي بعد عام من نشوب حرب قصيرة بين جورجيا وروسيا الأمر الذي تسبب في تجميد مهمة تدريب مماثلة للولايات المتحدة ساعدت في تدريب القوات الجورجية على الانتشار في العراق. وكانت روسيا أحبطت محاولة عسكرية من قبل جورجيا لاستعادة منطقة موالية لموسكو من المتمردين في حرب استمرت خمسة أيام وأذكت التوترات بين الكرملين والغرب. واتهمت روسياواشنطن الأسبوع الماضي بإعادة تسليح «آلة الحرب» الجورجية. وأقر مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية «بأن هذا أمر شائك لنا لأننا نريد أن نساند الجورجيين ونتطلع الى الحصول على مساهمتهم في أفغانستان ولكننا لا نريد أيضاً أن ينظر إلينا نظرة خاطئة على أننا نزودهم بقدرات قاتلة الأمر الذي سيجتذب رداً من جانب روسيا». في الوقت ذاته، أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية انه يتوجب على روسيا أن تحترم حدود جورجيا وذلك بعد وعد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بتقديم دعم عسكري ومالي لأبخازيا. وقال الناطق فيليب كراولاي خلال لقاء مع الصحافيين: «نعتقد انه يتوجب على روسيا وعلى الدول الأخرى في المنطقة ان تحترم حدود جورجيا المعترف بها دولياً». وأضاف ان «روسيا تعهدت بهذا الأمر في إطار الاتفاق حول وقف اطلاق النار وآمل أن تحترم تعهداتها». في أوكرانيا، أعلنت رئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو أن بلادها لن تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها الداخلية وستبني سياستها ومستقبلها بنفسها. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن بيان صدر عن تيموشينكو نشر على الموقع الإلكتروني للحكومة الأوكرانية أمس: «نحن مستعدون دائماً لنسمع ونصغي إلى آراء شركائنا في الشرق والغرب على حد سواء وسنأخذ مصالحهم في الاعتبار، غير أن أي تدخل في شؤوننا الداخلية لن يكون مقبولاً». وجاء تحذير تيموشينكو بعد انتقاد الرئيس فيكتور يوتشينكو رسالة أخيرة وجهها الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف إليه، قال فيها ان سياسة الرئيس الأوكراني تعتبر ابتعاداً عن مبادئ الصداقة والشراكة مع روسيا. واتهم ميدفيديف أوكرانيا بأنها كانت أحد مصادر تزويد جورجيا بالأسلحة أثناء الحرب مع روسيا في آب (أغسطس) الماضي وإنها لا تنوي التوقف عن ذلك حالياً أيضاً، مؤكداً أن أوكرانيا تشاطر جورجيا المسؤولية عن تلك الجريمة. غير ان رئيسة الوزراء الأوكرانية قالت ان وقف التعاون بين روسيا وأوكرانيا غير مقبول أيضاً. وأضافت: «لطالما بنيت وسأبني علاقات مع روسيا كندّ لنا، آخذة في الاعتبار المصالح الوطنية والاستفادة المتبادلة واحترام السيادة ووحدة الأراضي». عنف في القوقاز على صعيد آخر، اعلنت وكالات الأنباء الروسية امس، ان اربعة رجال شرطة ومتمردين اثنين قتلوا في اشتباك في الشيشان ليل الخميس - الجمعة، حين حاصر رجال الشرطة الروسية والشيشانية متمردين اثنين في منزل ناء في قرية كيرلا ايورت قرب العاصمة الشيشانية غروزني. وفتح المقاتلان النار على رجال الشرطة متسببين بمقتل اربعة منهم قبل ان يقتلا، كما نقلت وكالة انباء «ريا نوفوستي» عن مصدر أمني. وجرح خمسة رجال شرطة ايضاً في اشتباك آخر وقع في منطقة اوروس مارتان على بعد 30 كلم جنوبي غروزني، كما افادت وكالة «انترفاكس». وتشهد الجمهوريات القوقازية تمرداً اسلامياً وانفصالياً منذ الحربين اللتين مزقتا الشيشان بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. وتعاني المنطقة من هجمات شبه يومية. في داغستان، اعلنت الشرطة انها تعرفت على مسلحين قتلوا 11 شخصاً خلال اعتداء على مخفر وناد صحي مجاور له حيث قتلت 7 نساء. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن ناطق باسم الشرطة قوله، انه «تم التعرف على هوية بعض المقاتلين، ومن بينهم قائدهم، لكن لم يتم الكشف عنها بانتظار انتهاء التحقيق، وهم جميعاً مدرجون على لائحة مطلوبين فيديراليين ارتكبوا جرائم متعددة». وكانت تقارير أولية أفادت عن مقتل 6 أشخاص، 4 منهم عناصر في الشرطة واثنان مدنيان، بعدما أطلق مسلحون ليل الخميس - الجمعة النار على مركز للشرطة في مدينة بويناكسك المطلة على بحر قزوين. لكن المهاجمين اقتحموا بعدها مركزاً للسونا، حيث أطلقوا النار على النساء. وقال مصدر في الشرطة في داغستان ان حوالى 15 مسلحاً شاركوا في الهجوم، بعدما صادروا سيارة فان صغيرة من أحد السكان المحليين وتوجهوا إلى مركز الشرطة. وتعرف مالك السيارة على اثنين من المقاتلين وأكد انهما من سكان المدينة.