يستقبل عدد لا يستهان به من الطلاب المصريين العام الجامعي المبتدئ بخوف على الحياة، ليس من الوضع الأمني، بل من حوادث السير. ويطال هذا الخوف نحو 35 ألف طالب يرتادون ما بات يسمى ب«كليات الموت» التي أنشئت على الطريق الزراعي السريع في مدينة دمنهور (على بعد 56 كيلومتراً من الإسكندرية) من دون توفير أي إجراءات أو إنشاءات لضمان سلامة الطلاب الذين سقط عدد منهم قتلى على الأسفلت. ويتبع مجمع الكليات المشيد على الطريق السريع، جامعة دمنهور. وأقيم في منطقة «الأبعادية» (طريق القاهرة – الإسكندرية)، ويضم 4 كليات (تجارة، زراعة، تربية وآداب) يرتادها قرابة 30 ألف طالب. وعلى بعد كيلومترات عدة منه، على الجانب الآخر من الطريق السريع، أقيم معهد الخدمة الاجتماعية ويضم 3 آلاف طالب. وبدأ «نزيف الأسفلت» أمام كليات الموت عندما لقيت الطالبة مريم سمير ميخائيل (20 عاماً) حتفها وأصيبت أربع من زميلاتها (سحر عبدالسميع رزق، نورالهدى محمد رمضان، هدى محمد الطيب وهاجر علي السيد) أمام المعهد، إذ صدمتهم سيارة على الطريق السريع. وما لبثت أن أصيبت الطالبتان أسماء عادل الزيني وزميلتها أميرة سعد الجزار أثناء عبورهما الطريق للوصول إلى المعهد، إذ صدمتهما سيارة نقل مجهولة. ونظم الطلاب والأهالي تظاهرات طالبت مجلس إدارة الجامعة بالعدول عن قرار نقل الطلاب للدراسة في المجمع حتى يتم إنشاء كوبري مشاة، لكن المجلس رفض. وما لبثت أن لقيت الطالبة ميرنا نبيل عدلي مسيح (19 عاماُ، كلية التجارة) حتفها في حادثة تصادم أسفرت عن إصابة 5 من زملائها هم صموئيل مكرم يونان ومحمد علي العريان ونصيف يوسف نصيف وآية مصطفى علي حسن وأبا نوب إدوار وهيب.