«خفض الضرائب من دون قطع وعود غير قابلة للتحقيق»، هو الشعار الذي أطلق به رئيس الحكومة الإيطالية مرشّح الوسط المسيحي ماريو مونتي، حملته الانتخابية الأحد من مدينة بيرغامو الشمالية، رابطاً ذلك ب «ضرورة إطلاق العنان للنمو»، في إطار سياسة صارمة ميّزت خطوات حكومته لإخراج إيطاليا من «النفق اليوناني». وأكد مونتي، أن «لا ضرورة في المطلق لتوحيد المعتدلين، بل إن توحيد جهود الإصلاحيين هو الحاجة القصوى، لأن إيطاليا لا تحتاج إلى الاعتدال فيما يختص بالإصلاح، بل إلى إصلاحات جذرية حقيقية». وشدّد على أن «خفض الضرائب تدريجاً عن كاهل المواطن ممكن التحقيق، على رغم تلميح بعضهم إلى أن ذلك شعار سياسي فحسب». وكان رئيس الحكومة السابق زعيم حزب «شعب الحريّات» سيلفيو بيرلسكوني، أمطر مونتي بوابل من النقد والنعوت معتبراً «ادّعاءه» بأن إيطاليا «كانت على شفير الهاوية» قبل تولّيه مقاليد الحكم، «هو أسلوب منحط». وانتقد حوار مونتي مع جريدة «كورّييري ديلا سيرا»، الذي دعا فيه إلى «العمل للحؤول دون سقوط إيطاليا بين أيدي عاجزين»، قائلاً «ربما كان مونتي يتحدّث عن وزرائه هو». وحدّد مونتي من بين هذه الإصلاحات، «خفض عدد البرلمانيين»، وهو مشروع قانون سيحمله إلى الاجتماع الأول لمجلس الوزراء في حال اختياره رئيساً له، «إضافة إلى إعادة هيكلة أقل كلفة لمؤسسات الدولة»، وإجراء التعديلات الدستورية بحيث يتحرّر بعض مواد الدستور من المعوقات التي أدخلها اليسار واليمين عليه في السنوات الماضية. ولم يغفل الضرورة المُطلقة لإصلاح النظام القضائي، «وهو ما يُعوّقه حزب «شعب الحريات» لأسباب كثيرة، منها «شخصية»، في رأي مونتي، في تلميح إلى مشاكل زعيم الحزب سيلفيو بيرلسكوني وبعض قياداته مع القضاء. ولم تقتصر الانتقادات الموجّهة إلى مونتي على بيرلسكوني، بل حصل رئيس الوزراء أيضاً من زعيم الحزب الديموقراطي بيير لويجي بيرساني على انتقاد ناعم، إذْ اعتبر أن رئيسَ الحكومة «يواصل التحديق إلى الأعلى، فيما أُفضّل النظر في عيون من أحدّثهم، وتحديداً عيون الناس البسطاء». وجدّد بيرساني انتقاده للأحزاب المُشخصنة، قائلاً «أنا الوحيد من بين المرشّحين، الذي لم يضع اسمه على شعار الحزب» الذي ينافس في الانتخابات.