حين يجمع أكثر من 150 كاتباً ومثقفاً من جميع مناطق الوطن على حب إنسان واحد، ويكتبون شهادات تفيض بالحب والاحترام، وربما لو أتيح لآخرين لازداد العدد، فنحن سنكون أمام شخص يمتلك إنسانية متدفقة، وأخلاقاً عالية الجودة، احترم الجميع فاحترموه، وعبّروا عنه بكلمات مليئة بحروف من ذهب وكلمات من ورد، وقليل أن نجد شخصاً يتفق حوله الجميع، ولكنه هنا حقيقة لا يمكن أن نختلف حولها، ففارس الثقافة والأخلاق هو حمد القاضي، الذي هو مجموعة في شخص واحد، وهذا ما نلقاه حين نتصفح الكتاب الرابع ل«ملتقى الوراق»، الذي خصص للقاضي بعد أن ترك رئاسة تحرير المجلة العربية، قبل سنوات. في الكتاب تسابقت مشاعر العديد من مثقفي ورجالات الوطن قبل حروفهم وكلماتهم للحديث عن شخص كسب قلوب الجميع بابتسامة لا تفارقه، وبمحبة نقية لوطن يعشقه، وبتاريخ ملأه بالعمل الجاد والمحبة للثقافة والأدب وللمثقفين، مشاركاً في كل المحافل الثقافية والأدبية والوطنية. كتب عنه الدكتور عبدالعزيز الخويطر قائلاً: «طالما رأيته يزيل شائبة بين متجادلين، لج بهما الحجاج، وطالما رأيته يُنعٌم خشونة متقاذفين، باسم لا يريد أن يرى إلا الابتسامة لأنها بضاعته الرائجة وسلعته الرابحة». وفي شهادة جميلة من الراحل غازي القصيبي في رسالة له قال فيها: «أذكر للمجلة العربية، في عهدك، لسانها العف وملامحها الطلقة، فهي لم تخرج ،قط، عن مقتضيات الأدب ومتطلبات الشهامة. وأذكر للمجلة العربية، في عهدك، وفاءها مع أصدقائها من تعرف منهم ومن لا تعرف». وكتب الدكتور عبدالعزيز السبيل في شهادته «27 عاماً من التلازم بين المجلة العربية وحمد القاضي والقارئ، لقد شكل حمد القاضي هوية المجلة، وأجزم بأنه نجح في تشكيل ذوق القارئ الذي ظل يتابعها على مدى ثلاثة عقود». وقال عنه الكاتب نجيب الزامل: «القاضي من نساك الفكر، وليس من حراسه أو مقاتليه، ولا يرفع سلاحاً للدفاع أياً كان أو للهجوم، كائن ثقافي متصالح مع قلبه وعقله، في سمت سلوكي يكاد يكون خطاً هندسياً من نقطة الأدب، إلى نقطة التهذيب وبينهما خبرة فكر، وتجربة مهنة إعلام». وقالت الكاتبة فاطمة العتيبي في شهادتها: «عن ماذا يمكن أن أتحدث؟ عن طائر السلام الذي ينقر نوافذ البشر في كل صباح، ليهبهم الفأل بأن الحياة لا تزال بخير، أو عن مؤسسة حب لكل الناس تدعى مجازاً حمد القاضي». أما الدكتور ناصر الحجيلان فكتب عن القاضي قائلاً: «إنه من الشخصيات القليلة المؤمنة بالتنوع الفكري واقعاً في الحياة وليس مجرد أفكار نظرية لا تجد طريقها إلى التنفيذ». وقال عنه الدكتور عبدالله الغذامي: «لا أحد يستطيع أن ينسى حمد القاضي لأنه لا يعطيك الفرصة لأن تنساه، ولا يترك عينيك لترتكبا هذا الأثم، فهو يحضنك بوجوده وبصوته وبكلماته وبروحه الحاضرة دوماً في صيفك وفي شتائك». وعن صدق التكريم للقاضي قال عنه الدكتور صالح بن حميد: «عندما يكون التكريم حين يودع المرء أحد المناصب، فهذا دليل صدق الاحتفاء بالأستاذ حمد القاضي». إصدار الوراق الذي خصص لحمد القاضي، وأشرف عليه يوسف محمد العتيق، خصص الجزء الأخير منه لكلمة القاضي الذي ألقاها في تكريم الملتقى له، كما خصص الكتاب بضع صفحات للعديد من الصور والكلمات والتغطيات الصحافية عن القاضي.