ينظم فنانون في العاصمة الفرنسية نشاطات دعما للضحايا المدنيين في سورية، مع مزادات لاعمال فنانين عرب، واصدار كتاب، وتنظيم يوم تضامني بدعوة من معهد العالم العربي، احدى المؤسسات الثقافية العربية المرموقة في باريس. والاثنين، يقام مزاد علني في معهد العالم العربي تنظمه دار "بيار بيرجيه وشركائه"، يعود ريعه للاعمال الخيرية. وتعود فكرة هذا المزاد الى الصحافية السابقة في صحيفة ليبراسيون جوزيه غارسون، والمتخصصة في قضايا الشرق الاوسط آنييس لوفالوا، واللتين اسستا الصيف الماضي جمعية "سيريآرت". وقالت جوزيه غارسون لوكالة فرانس برس "ان فكرتنا مزدوجة، تقوم على تنظيم تحرك انساني لصالح الضحايا المدنيين في سوريا لنقف بوجه اللامبالاة، وحشد الفنانين من العالم العربي للتعبير عن التضامن في المنطقة". وقد تبرع 61 فنانا من العالم العربي والشتات بلوحات او رسومات او صور. وقدم البعض العديد من الاعمال. وفي الاجمال يعرض للجمهور 66 عملا منذ من الخميس في مقر معهد العالم العربي، على ان تعرض للبيع اعتبارا من مساء الاثنين. ومن بين هؤلاء الفنانين عدد لايستهان به من النساء مثل مريم بودربالة المولودة في تونس العام 1960، والتي قدمت صورة تظهر ظلا لامرأة في زيها التقليدي، ويتوقع ان يصل سعرها الى ما بين ثلاثة الاف يورو وخمسة الاف. وقدمت الفنانة المغربية لالا السيدي (مواليد العام 1956) صورة "نساء من المغرب" وهي تقدر بما بين 10 الاف و15 الف يورو. وتعرض لوحة بالحبر لماهي بنبين (مواليد 1959 في المغرب) ويقدر سعر بيعها بما بين سبعة الاف وعشرة الاف يورو. اما منير فاطمي المولود في العام 1970 في المغرب، فيعرض لوحة تقدر قيمتها بما بين خمسة الاف وستة الاف يورو. وسيخصص ما نسبته اربعون في المائة من ريع المزاد للاتحاد الدولي لمنظمات حقوق الانسان لنشاطات عن سوريا. اما الباقي فسيوزع على ثلاث منظمات سورية غير حكومية تعنى اساسا بشؤون الاغاثة الطبية. وقالت جوزيه غارسون ان "شعور السوريين بان العالم قد تخلى عنهم (..) يتيح لمجموعات صغيرة متشددة ان توسع انتشارها على الارض". واضافت "نحن مقتنعون رغم العقبات ان فكرة جمعية سيريآرت تستحق الحياة، لانه لا بد من مضاعفة المبادرات التي تؤكد للشعب السوري انه ليس وحيدا وانه ليس منسيا". وينظم معهد العالم العربي ايضا يوما تضامنيا مع الشعب السوري يوم الاحد 24 شباط/فبراير من الظهر وحتى منتصف الليل، بالتعاون مع جمعيات انسانية، يتخلله جلسات نقاش ومعارض وعروض موسيقية وسينمائية. وسيصدر الخميس كتاب "سوريا الفن بالاسلحة"، وهو يوثق اعمال اكثر من عشرين فنانا سوريا معاصرا بعضهم ما زالوا في سوريا والبعض الاخر في المنفى، وهم يمارسون معارضتهم لنظام الرئيس بشار الاسد من خلال رسوماتهم وافلامهم التي تنشر على الانترنت. والعمل بادارة دلفين ليكاس التي عاشت ثلاثة عشر عاما في دمشق حيث نظمت العديد من النشاطات الثقافية في العاصمة السورية قبل ان تضطر الى مغادرتها في اب/اغسطس من العام 2011.