يتردد مرضى الليث كثيراً قبل زيارة مستشفى محافظتهم العام، لأنهم يعتقدون أنهم سيعودون منه كما ذهبوا إليه، فتدني الخدمات الطبية المقدمة فيه جعل أعداداً كبيرة منهم تعزف عنه إلى المستشفيات في المناطق المجاورة، على رغم المعاناة التي يعيشونها أثناء عملية الانتقال. أهالي الليث طالبوا الجهات المختصة بالاهتمام بمستشفى محافظتهم، وتزويده بالأجهزة والكوادر الطبية التي تنهي حال الترحال الذي يعيشونه من أجل العلاج. وأكدالمواطن محمد سند الزبيدي أنهم في الليث إذا مرض أحدهم يتردد كثيراً قبل زيارة مستشفى المحافظة العام، لافتقاده الأجهزة والكوادر الطبية المؤهلة، مشيراً إلى أن العديد من المرضى تتفاقم حالاتهم أثناء الانتقال لتلقي العلاج في مستشفيات جدة أو العاصمة المقدسة. واتفق معه عمر محمد القرمطي قائلاً: «إن السيدات اللائي يعشن المخاض تتضاعف معاناتهن لعدم توافر اختصاصيات نساء وولادة في المستشفى» مطالباً بإنهاء هذه المشكلة سريعاً بتخصيص طبيبة على الدوام تفحص الحالات الطارئة. وشكا محمد إبراهيم الفليت من تردي الخدمات الطبية المقدمة في مستشفى الليث العام، كافتقاده اختصاصي العيون، مستغرباً تأخر إنشاء المستشفى الجديد على رغم أن فترة تسلمه أوشك على الانتهاء. بدوره، أكد مصدر مطلع في مستشفى محافظة الليث العام ل«الحياة» سوء الخدمات الصحية في عدد كبير من أقسام مستشفى المحافظة. إضافةً إلى عدم وجود عيادات خارجية مؤهلة لاستقبال المرضى، متسائلاً عن الأسباب التي أدت إلى تأخر إنشاء المستشفى الجديد على رغم أن فترة تسلمه لم يتبق منها سوى ثلاثة أشهر. وكشف المصدر عن غياب اختصاصيات نساء وولادة عن المستشفى، إضافةً إلى عدم متابعة الحالات المرضية للنساء الحوامل في المحافظة، نظراً لتسرب أربعة أطباء إلى خارج المستشفى، أحدهم في إجازة، والآخر تم إلغاء عقدة لتجاوزه السن القانونية، أما الطبيبة الاختصائية الأخرى فهي تعاني من مشاكل في القلب، ما استدعى تنويمها في مستشفى الملك فهد بجدة مرتين متتاليتين. وقال المصدر: «لا يوجد حالياً إلا طبيب واحد يتابع من أربع إلى خمس حالات ولادة يومياً، إضافةً إلى متابعته حالات العيادات الخارجية والتي تناهز 20 حالة يومياً، فضلاً عن حالات النزيف الطارئة»، وأوضح المصدر أن المستشفى يئن تحت وطأة فقر الخدمات والتجهيزات، «فبعد توفير جهاز أشعة مقطعية إثر مطالبات عدة، واستلامها من إدارة الشؤون الصحية، لم يتوافر اختصاصي أشعة مقطعية حتى الآن». وطالب المصدر بإيجاد اختصاصي عيون في المستشفى، لافتاً إلى أنه لم يتم استقدام أي كادر طبي في ذلك التخصص منذ عامين، بعد أن كان الطبيب السابق يعمل ضمن تشغيل الشركات المؤمنة للأطباء في المستشفيات. وأشار إلى أن اختصاصي أمراض الجلدية رحل إلى منطقة أخرى، عندما لم يجد درجة وظيفية مناسبة في المستشفى، فضلاً عن عدم وجود تخصصات القلب والأمراض النفسية. وشدد المصدر على ضرورة وجود مراكز طبية متطورة تشمل مختلف التخصصات تعمل بنظام المناوبات نظراً لبعد المستشفى الوحيد في المحافظة، إضافةً إلى وعورة الطرق التي يعاني منها أبناء البادية والضواحي البعيدة عن المحافظة. تبعاً لخطة الهيئة التطويرية لمنطقة مكةالمكرمة. وكشف أن إدارة التخطيط بالوزارة أقرت إيجاد مستشفى بسعة100 سرير، سيتم اعتماده على الطريق العام في مركز الشاقة (جنوب محافظة الليث 65 كيلومتراً)، أو داخل مركز غميقة (شرق المحافظة 40 كيلو متراً) وسيتم اعتماد موقعه خلال الفترة المقبلة.