يتسلح الطبيب بشهادة علمية من جامعة معروفة خلاصة جهد واستثمار، في حين يتسلح الراقي بتجارب، مع ذكاء اجتماعي، يستثمر قناعات متغلغلة في نفوس من حوله. كان صديقي يرى قصة غريبة لمست فيها أثر حساسية الأطباء من الرقاة، وهي من الحساسيات المعروفة، تكاد المقولة الشهيرة «حساسية أصحاب المهنة الواحدة» تنطبق عليها ولا تنطبق، لأن الأخير «الراقي» في الغالب هاو هو من الهواة، تعلم بالتجربة الصح أو الخطأ، والمشكلة أنه هو من يقرّر الصح والخطأ، فلا جهة «علمية» تقوّم ذلك. وحتى الصورة واضحة، من المهم الإشارة إلى أن للرقية الشرعية أساساً ونصوصاً، وأثراً مفيداً معروفاً، لكن سوء استغلالها وعدم تنظيمها ودخول التجارة فيها، أضرت بها وبنا! أعود إلى القصة التي جذبت قصصاً أخرى، ومثلما هناك أخطاء كارثية لدى الرقاة، فإن بعض الأطباء ليسوا بعيدين عنهم. نبدأ بالرقاة، قال صديقي إن زوجين سعيدين عادا حديثاً من شهر العسل، ومنذ الأيام الأولى لدخول العروس إلى منزل الزوجية، وهي مصابة بحساسية، حكة شديدة واحمرار وانتفاخات وبثور في أجزاء مختلفة من الجسد، ولأن المرض جاء بعد الفرح، خمنا كالعادة أنه حسد وعين لم تذكر الله تعالى، وبعد أن نصحا وما أكثر الناصحين في هذا المجتمع، ذهبا إلى أحد مدعي الرقية، وبعد جلسات طويلة يعرف أغلبكم تفاصيلها، من دون نتائج بينة، قرّر أن العروس مصابة بعين أو سحر، ولا حل إلا بالانفصال. وبالفعل خضع الزوج للضغوط، فتم الطلاق - والعهدة على الراوي - لكن العروس سابقاً، أو المطلقة لاحقاً، عرضت حالها على طبيب جلدية، وبعد اختبارات وفحوص، اكتشف أنها مصابة بحساسية من «الموكيت»، أمراض الجلدية تحتاج لعلاج طويل وصبر، وهي شفيت ولله الحمد. أما القصص التي أعرف أبطالها، فهي عن أطباء لا يختلفون كثيراً عن رقاة من ذلك النوع.. غداً بعون الله تعالى أسطرها أمامكم للفائدة. www.asuwayed.com @asuwayed