واشنطن، كابول، موسكو – رويترز، أ ف ب – قلّل مستشاران للرئيس الأميركي باراك أوباما من اهمية دور إيران في دعم المتمردين في أفغانستان المجاورة، معتبرين المعلومات في هذا الشأن متضاربة، وان أي تهديد يبدو غير ملموس.وقال ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان وباكستان خلال ندوة نظمتها مؤسسة بحثية في واشنطن: «نتلقى تقارير متضاربة في شأن مساندة ايران التمرد»، علماً ان الجمهورية الاسلامية ذات الغالبية الشيعية ليست حليفاً لحركة «طالبان» السنية المتشددة، لكن محللين يقولون إنها «ربما تمد الحركة ببعض الدعم لتقييد القوات الأميركية في أفغانستان وإزعاجها». واتهمت القيادة العسكرية الاميركية في وقت سابق من السنة الحالية إيران بدعم «طالبان»، لكنه اعلن انه لم يلاحظ أن الجمهورية الإسلامية تزود الحركة أسلحة متطورة من النوع الذي أرسل إلى العراق. وصرح فيكرام سينغ، كبير مستشاري هولبروك العسكريين: «من المؤكد أن الإيرانيين زودوا جماعات في أفغانستان أسلحة في الماضي، لكن ذلك لا يشكل تهديداً ملموساً». ويعتبر هولبروك إن طهران تملك دوراً مشروعاً يجب ان تضطلع به في حل القضية الأفغانية، «لأنها أحد عوامل حل القضية، والتظاهر بأنها ليست كذلك كما فعلت دائماً في الماضي غير منطقي»، لكنه أضاف: «لا نملك أية اتصالات مباشرة معهم في هذا الشأن». ميدانياً، قتل جندي اميركي في انفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب طريق جنوبافغانستان، حيث يشن آلاف من عناصر قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) منذ مطلع تموز (يوليو) الماضي حملة ضد المتمردين قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في 20 الشهر الجاري. واطلقت القوات الاميركية والافغانية عملية «ايسترن ريزولف 2» شمال شرقي ولاية هلمند (جنوب) اول من امس، فيما يقدر عدد القتلى في صفوف القوات الاجنبية هذا الشهر بحوالى 30 في مقابل 75 الشهر الماضي. وسقط 14 مدنياً بينهم 11 من عائلة واحدة في انفجارين منفصلين بولايتي قندهار وهلمند (جنوب). واستهدف التفجير الأعنف حافلة صغيرة لدى عبورها ولاية هلمند، ما ادى الى مقتل 11 مدنياً جميعهم من عائلة وحدة، فيما نجت طفلة صغيرة في السادسة من العمر. وفي قندهار، قتل ثلاثة اطفال في انفجار قنبلة وضعت على حافة طريق. على صعيد آخر، اعلن مساعد وزير الدفاع الاميركي الكسندر فيرشبوه ان بلاده ستبدأ باستخدام المجال الجوي الروسي لنقل معدات الى قواتها في افغانستان بدءاً من السادس من ايلول (سبتمبر) المقبل. ويمكن ايضاً نقل قوات واسلحة وذخائر وقطع غيار عبر هذا الطريق. ويمثل الاتفاق مساعدة حاسمة للرئيس باراك اوباما الذي يريد مضاعفة الجهود في مجال التصدي لحركة «طالبان» في افغانستان. ويسمح بتنفيذ 4500 رحلة جوية عسكرية اميركية سنوياً، اي حوالى 12 رحلة يومياً من دون رسوم جوية، لكن لا يسمح بهبوط طائرات على اراضي روسية. وكانت روسيا سمحت للولايات المتحدة حتى الآن بنقل معدات عسكرية، لكن ليس معدات قتالية عبر اراضيها الى افغانستان.