أضحى لوكاس مورا البرازيلي ال24 الذي يرتدي قميص فريق باريس سان جرمان، إذ حقق كثر منهم نجاحاً لافتاً في صفوفه، ما جعل الباريسيين يبنون آمالاً كبيرة على مورا لهذا السبب، وتالياً لموهبته الكبيرة ومزاياه الشخصية. ودّع مورا وطنه وهو محاط بحوالى 50 شخصاً من مشجّعيه، معظمهم من الشابات اللواتي أنشدن تكريماً له، إضافة إلى طلبات التوقيع على الأوتوغراف. وقبل أن يستقل الطائرة مع والدته فاطمة ومدير أعماله واغنر ريبيرو، بكى وقال: «تأثرت بعاطفة المشجّعين. ستبقى هذه البادرة محفورة إلى الأبد في ذاكرتي. ومن واجبي من الآن وصاعداً أن أحقق أهدافي، بالتألق مع سان جرمان وبالحصول على اعتراف عالمي بمهارتي». هذا اللاعب الذي نشر على موقع «تويتر» صورة لحذائه كتب عليه: «اسمي لوكاس»، لم يكن إلتحاق مورا بفريقه الجديد عادياً، فعلى رغم عدم تجاوزه ال20 سنة، ولا يملك تجربة طويلة في الملاعب، فإن الترحيب به كان على نحو كبير من الحفاوة. ولولا التألق غير العادي للسويدي زلاتان إبراهيموفيتش بقميص سان جرمان منذ بداية الموسم، لظل الحديث عن مورا الأكثر طغياناً في الصحف ووسائل الإعلام الفرنسية، منذ أن وقع نادي العاصمة العقد مع البرازيلي الموهوب في الصيف الماضي، في مقابل 40 مليون يورو و5 ملايين أخرى حوافز حتى عام 2017، لكي يلتحق به في الشتاء بعد انتهاء الدوري في بلاده، إذ لعب لساو باولو. من هنا، تبدو الآمال المعقودة على مورا كبيرة جداً لمواصلة درب النجاح الذي بدأ يرتسم في هذا الموسم على الصعيدين المحلي والقاري، بعد قدوم «إيبرا»، إذ تنظر باريس إلى مورا على أنه مستقبل سان جرمان مقارنة بزلاتان المتقدم في العمر. والانطباع السائد في باريس حالياً يوحي بطمأنينة وتفاؤل كبيرين في ما يتعلق بالشاب البرازيلي، وذلك لا انطلاقاً من المهارات غير العادية التي يتحلى بها هذا اللاعبو تميزه بمراوغات «خيالية» وسرعته. وهو يعد، وفق خبراء، مزيجاً بين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، فضلاً عن إجادته اللعب كجناح وصانع ألعاب ومهاجم. وللمصادفة فإن لاعباً برازيلياً ومن متخرجي ساو باولو أيضاً يدعى دينيلسون (جناح ريال بيتيس الإسباني السابق) كان يتمتع بموهبة مشابهة لمورا، لكنه لم يعرف نجاحاً كبيراً في الملاعب الأوروبية. وعموماً، تربط علاقة خاصة بين الباريسيين واللاعبين البرازيليين، فمن الذين برزوا في سان فالدو وريكاردو، اللذين لعبا بين عامي 1991 و1995، وحققا لقب الدوري الفرنسي عام 1994، وراي (1993 حتى 1998) الذي اصاب ألقاباً عدة أبرزها كأس الكؤوس الأوروبية عام 1996. ويعد أفضل هداف في تاريخ النادي ب72 هدفاً، وليوناردو (1996-1997)، المدير الرياضي الحالي لنادي العاصمة، الذي سجل في موسمه الوحيد معه 10 أهداف، ورونالدينيو (2001 حتى 2003) الذي زرع العاصمة الفرنسية بسحره، واعتبر مروره بباريس بوابة لتألقه في الملاعب الأوروبية لاحقاً، وتحديداً في برشلونة، وصولاً إلى نيني حالياً، الذي قدم الى باريس في 2010 وظل حتى قبل وصول ابراهيموفيتش هذا الصيف النجم الأول، ليس في العاصمة وحدها، بل في فرنسا ككل، لكن سيعود قريباً إلى موطنه كما أكد مرات أخيراً، كاشفاً عن تفاهم بهذا الخصوص مع المدير ليوناردو. وعامل نجاح البرازيليين في سان جرمان، يعطي راحة نفسية وثقة عالية لمورا، لكي ينسج على منوال تألق أسلافه. هذا الأمر يعبر عنه راي، الذي بارك خيار مورا بالانتقال إلى باريس، ونصحه بالتقرب من الفرنسيين وفهم ثقافتهم، كما فعل مواطنوه قبله، إذا ما أراد النجاح مع سان جرمان. نصيحة سرعان ما تلقفها الشاب البرازيلي، إذ غازل الفرنسيين لحظة التحاقه بفريقه الجديد، عندما ذكر أن مثله الأعلى في الملاعب هو النجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان. وما يسهل الطريق أكثر أمام مورا (66 كلغ، 1,74)، ثقته الكبيرة وانضباطه العالي. وقد ترجم اللاعب الصاعد ذلك خلال تصريحه الأول في المؤتمر الصحافي عند تقديمه إلى وسائل الإعلام، عندما قال إن هدفه هو قيادة سان جرمان الى تحقيق الانتصارات والألقاب، وسعيه إلى أن يصبح أفضل لاعب في العالم. كما يحرص مورا (22 مباراة دولية، 3 أهداف) لدى حديثه عن حياته الشخصية على أن الشهرة والأموال لا يمكن أن يقوداه إلى «مقتل اللاعبين البرازيليين في أوروبا»، أي السهر والبذخ في الملاهي الليلة، ويردد دائماً أنه «يفضل البقاء في المنزل معظم الوقت». ولعل الرهان حالياً على مدى القدرة على حصول انسجام بين إبراهيموفيتش والشاب البرازيلي، خصوصاً بعد تركيز الأضواء حالياً على الأخير، فضلاً عن ميل مورا نحو اللعب الاستعراضي والفردي أحياناً، وهو ما من شأنه أن يخرج «إيبرا» عن طوره كما يعرف عنه.