لم يعد تواصل مشاهير كرة القدم مع معجبيهم محدوداً في زوايا المستطيل الأخضر أو من خلال مغازلتهم ل«الساحرة المستديرة» فحسب، بل تعدى ذلك إلى حدود مواقع التواصل الاجتماعي، التي أسهمت في رفع قيمة اللاعب في الدول الغربية تحديداً بناءً على عدد متابعيه. في الوقت الذي يعتبر اللاعب السعودي واحداً من أقل فئات المشاهير متابعة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». وإذا ما حددت أهمية اللاعب بحسب بروزه على مواقع التواصل، فإن «سلطة تويتر» تقضي بأن يكون اللاعب السعودي من بين الأقل حظاً. ففي الآونة الأخيرة أدرجت الجماهير وبعض الأندية أعداد متابعي اللاعبين على مواقع التواصل ضمن العوامل المهمة والدالة على تفوق اللاعبين. لاعتبارات عدة، تصب معظمها في الجانب التسويقي. وبرز ذلك بشكل واضح بعد أن تقدم لاعب ريال مدريد الإسباني، البرتغالي كرستيانو رونالدو، على منافسه التقليدي لاعب برشلونة الإسباني، الأرجنتيني ليونيل ميسي، في سباق الأرقام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ احتل رونالدو المرتبة الأولى من حيث عدد المتابعين على مستوى اللاعبين في «تويتر». وبلغ عدد متابعيه 26 مليون شخص من جميع أنحاء العالم، ما يجعله أشهر لاعب على «تويتر». وحل ثانياً ريكاردو كاكا الذي تجاوز عدد متابعيه 18 مليون شخص. وحل لاعب برشلونة نيمار دا سيلفا في المرتبة الثالثة بأكثر من 10 ملايين متابع على الموقع ذاته. وعلى رغم أن رونالدينيو لا يتمتع بشهرة كبيرة في الوقت الراهن مثلما كان من قبل، فإن لديه أكثر من 9 ملايين متابع على «تويتر» يبقون على اطلاع دائم بآخر أخباره ومشاركاته في الدوري البرازيلي لكرة القدم. ونجح أندريه إنيستا الذي أسهم في فوز منتخب إسبانيا بكأس العالم 2010، في جمع أكثر من 8 ملايين متابع على «تويتر». ويحظى بيكيه بشعبية كبيرة على الموقع عينه، إذ يتابعه أكثر من 8 ملايين شخص. وحل في المرتبة الخامسة نجم مانشستريونايتد روني الذي تجاوز عدد متابعيه 8 ملايين. ويعتبر سيسك فابريغاس من ضمن أشهر اللاعبين الإسبان على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتابعه أكثر من 6 ملايين شخص، فيما يضم حساب النجم الإسباني كارليس بويول أكثر من 6 ملايين متابع. كما يتابع مدافع مانشستريونايتد ريو فيرديناند في «تويتر» أكثر من 5 ملايين شخص. وفي السعودية ما زالت شعبية «نجوم الملاعب» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» محدودة جداً، مقارنة بنظرائهم في الدول الغربية بشكل خاص. وعلى رغم دخول لاعب الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر يحيي الشهري قائمة أغلى 10 لاعبين عرب في سوق الانتقالات العربية، بعد أن انتقل في 2013 من نادي الاتفاق إلى النصر في أغلى صفقة سعودية بلغت حوالى 9.7 مليون يورو، إلا أن ذلك لم يشفع له ليحقق رقماً صعباً على «تويتر»، إذ لا يتابعه سوى 13 ألفاً ونيف. ويأتي نجم نادي الهلال السعودي ياسر القحطاني كواحد من أكثر اللاعبين السعوديين متابعة في «تويتر»، إذ يتابعه أكثر من مليون و352 ألف شخص. من جانبه، أوضح الباحث الألماني بيرند فريك خلال مؤتمر أكاديمي في مدينة برشلونة الإسبانية حول علاقة الاقتصاد بكرة القدم، بعض النقاط التي تؤمن أرباحاً للأندية، فيما هي غير متعلقة بإنجازات لاعبيهم في المباريات. وشرح فريك أن «الكثير من الفتيات في سن 14 أو 15 يشترين قمصان لاعبين بسبب وسامتهم واهتمامهم بمظهرهم بغض النظر عن أدائهم في الملعب. وأشار إلى أن الأندية تستغل تلك الشعبية لتحقيق عائدات ضخمة من مبيعات القمصان ومقتنيات تحمل أسماء اللاعبين المحبوبين. ونوّه إلى أن راتب اللاعب يتحدد بناءً على عوامل عدة، من بينها السن وأرقامه في الموسم الماضي وعدد مشاركاته الدولية والأهداف المسجلة وطبيعة مركزه، إضافة إلى عامل آخر لا يقل أهمية عن بقية العوامل الأخرى وهو نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي. وأكد الباحث أن بعض الأندية «تفرض على نجومها التواصل مع المعجبين عبر مواقع التواصل أكثر من اهتمامها بمستواهم في التدريبات، ما ينعكس سلباً على أداء اللاعب داخل الملعب، إذ إنه يقضي معظم وقته على الإنترنت». وتحدث رئيس نادي برشلونة غوسيب ماريا بارتوميو عن «أهمية استغلال هذا الأمر في جذب استثمارات وتطوير الفرق بها». وكانت باحثة سعودية قامت بفرز مواقع التواصل الاجتماعي وتسليط الضوء على أكثر الشخصيات تأثيراً، من خلال بحث ماجستير في قسم السياسات التربوية بكلية التربية في جامعة الملك سعود. وشارك في البحث نحو 3 آلاف طالبة في السنة الرابعة بمرحلة البكالوريوس من جميع كليات جامعة الملك سعود. وصدرت نتائجها بعنوان: «دور شبكات التواصل الاجتماعي في التأكيد على بعض قيم الحوار لدى طالبات جامعة الملك سعود». وبعد أن استقصت الباحثة آراء الطالبات حول أكثر الشخصيات تمثلاً بقيم الحوار من وجهة نظرهن، تصدر الدعاة المركز الأول، وأتى بعدهم الأكاديميون فالتربويون فالمدونون فالإعلاميون فالمسؤولون المهمون، تبعهم الصحافيون فالرياضيون فالفنانون وأخيراً نجوم «يوتيوب». وتؤكد هذه النتيجة أن اللاعبين في السعودية وعلى رغم شعبيتهم الكبيرة على أرض الواقع لا يزالون «مغمورين» في العالم الافتراضي!