أجرى رئيس الحكومة الموقتة في ليبيا علي زيدان محادثات في طرابلس أمس مع نظيره التونسي حمادي الجبالي تركزت على سبل تعزيز العلاقات بين الجارين. وقال زيدان في مؤتمر صحافي مشترك مع الجبالي بعد الظهر أن تونس اليوم أثبتت أنها «دولة مسؤولة تحترم الجوار والعهود وتخاطب الآخرين بلغة العقل ولغة المسؤولية». وأضاف أن المحادثات «شملت القضايا الأمنية والاقتصاد والدفاع والتكوين والتدريب والصحة والتعليم وكافة مناحي التعاون بما يحقق مستقبلاً أفضل للبلدين الجارين، وكذلك تعزيز التعاون بين دول اتحاد المغرب العربي بما يسهم في تحقيق انطلاقة جديدة لمؤسساته»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الليبية. أما الجبالي فقال في المؤتمر الصحافي مع زيدان: «إنني أنحني إجلالاً وإكباراً لثورة الشعب الليبي، الملحمة التي تابعناها ساعة بساعة لأننا كنا نرى فيها الخلاص لثورة تونس والشعب التونسي وللأمة العربية، لانها ثورة ضد الاستبداد والديكتاتورية البشعة التي عاثت فساداً أكثر من أربعة قرون، وهددت مصير أمة». وأضاف: «إن انتصار الثورة الليبية كان شرطاً أساسيا وضروريا لانتصار الثورة التونسية». في غضون ذلك (أ ف ب)، أعلنت وكالة الانباء الرسمية الليبية الاثنين عن وصول رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي السابق مصطفى عبدالجليل الى العاصمة التونسية ليل الأحد، على رغم منعه من السفر بأمر من محكمة عسكرية محلية تنظر في قضية اغتيال قائد جيش بلاده السابق اللواء عبدالفتاح يونس. وقالت الوكالة إن عبدالجليل «وصل الليلة الماضية إلى تونس بدعوة من الرئيس التونسي المنصف المرزوقي». وأضافت أن «استقبالاً رسمياً جرى لعبدالجليل بمطار تونس (قرطاج) الدولي» ، مشيرة إلى أنه «استقبل من قبل المستشار الأول للرئيس التونسي، وسفير ليبيا لدى تونس جمال جرناز». واتهم عبدالجليل بعد مثوله امام النيابة العسكرية في 12 كانون الأول (ديسمبر) الماضي ب «اساءة استعمال السلطة» و «محاولة تفتيت الوحدة الوطنية»، لكن تم تركه في حالة سراح بعد الافراج عنه بضمان محل اقامته بمدينة البيضاء (شرق) وتم منعه من السفر الى حين امتثاله كمتهم أمام المحكمة العسكرية يوم 20 شباط (فبراير) المقبل. وقال مجدي البرعصي وكيل النيابة العسكرية التي كانت تحقق قبل استقالتها الشهر الماضي في قضية مقتل يونس لوكالة «فرانس برس» إن عبدالجليل «تم منعه من السفر الى حين امتثاله كمتهم امام المحكمة العسكرية» الشهر المقبل. وقال مصدر مسؤول بالمحكمة العسكرية الدائمة بمدينة بنغازي (شرق) الاثنين ل «فرانس برس» إن «مصطفى عبدالجليل أخذ الإذن من المحكمة العسكرية بالسفر الى تركيا للاشراف على علاج ابنته على أن يمتثل في الموعد المحدد امام المحكمة التي سيتم تعيينها بدلاً من السابقة». واضاف المصدر الذي طلب عدم ذكره «لم يأخذ عبدالجليل الاذن بالسفر الى تونس لإجراء زيارة رسمية على ما يبدو». وفي إطار مرتبط أعلن القيادي الإسلامي أحمد بوختالة أحد المتهمين في قضية مقتل رئيس أركان الجيش الليبي السابق عبدالفتاح يونس واثنين من مرافقيه، مقتل شخص وجرح آخر ليل الأحد - الاثنين أثناء محاولتهما زرع قنبلة بهدف اغتياله. وقال أحمد بوختالة وهو قائد إسلامي سابق لكتيبة أبي عبيدة بن الجراح التي ساهمت في حرب إطاحة العقيد الراحل معمر القذافي لوكالة «فرانس برس» الإثنين: «قتل شخص وجرح آخر أثناء محاولتهما زرع قنبلة في سيارة شقيقي بهدف اغتيالي». وأضاف أن «القنبلة انفجرت قبل وضعها تحت السيارة ليل الأحد - الإثنين وأدت إلى مقتل شخص وجرح آخر» من منفذي العملية، موضحاً أنهما من عائلة ضابط قُتل مع اللواء عبدالفتاح يونس في تموز (يوليو) 2011. وكان اللواء يونس قُتل في 29 تموز 2011 في ظروف غامضة بعدما تم استدعاؤه من الجبهة للتحقيق معه. وعُثر على جثته محروقة وممزقة بالرصاص في ضاحية بنغازي مع اثنين من مرافقيه هما العقيد محمد خميس والمقدم ناصر المذكور. وكانت صحف أميركية تحدثت عن تورط بوختالة في هجوم 11 أيلول (سبتمبر) 2012 على مقر القنصلية الأميركية في بنغازي وأدى إلى مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريس ستيفنز. لكن بوختالة نفى في مقابلة أجرتها «فرانس برس» معه في تشرين الأول (أكتوبر) 2012 أي دور له في الهجوم.