دعا الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك أمس إلى التغلب على الأزمة الاقتصادية بالتعاون بين القطاعين العام والخاص. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن لي قوله في خطاب إذاعي نصف شهري «سر نجاح الدولة في التغلب على الأزمة الاقتصادية العالمية في شكل ناجح نسبياً، هو تكافل القطاعين الحكومي والخاص». وأضاف «عندما نشأت الأزمة المالية في الولاياتالمتحدة قبل خمس سنوات، عقدت اجتماعات طارئة أسبوعياً في قبو تحت الأرض في القصر الرئاسي الذي يسمى بغرفة العمليات العسكرية ليصل عدد الاجتماعات إلى 145»، مؤكداً أنه حاول الاستماع إلى أصوات الشعب من خلال زياراته إلى أسواق شعبية ومواقع صناعية». ولفت إلى أن «القوة الدافعة للدولة التي نجحت في تجاوز الأزمة الاقتصادية مرتين، هي نتاج الاجتماعات الاقتصادية الطارئة التي سعت إلى البحث عن حل عبر التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في مواقع العمل». وأوضح أن «معدل نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي ارتفع 280 مرة عبر التاريخ وزاد حجم التبادل التجاري ثلاثة آلاف مرة، إذ تحولت الدولة من معتمدة على العون الخارجي إلى دولة مانحة». إلى ذلك أعلنت السلطات المالية أن أكثر من 70 في المئة من الصادرات تتجه إلى الدول الناشئة، في وقت تشهد حصة الدول المتقدمة تراجعاً ملحوظاً. ونقلت «يونهاب» عن القطاع المالي ووزارة اقتصاد المعرفة أن الدول الناشئة تلقّت 72.8 في المئة من الصادرات الكورية الجنوبية الإجمالية العام الماضي، أي ما قيمته 386.4 بليون دولار مقارنة بعام 2002 حين كانت 86.5 بليون دولار، بينما شهدت حصة الدول المتقدمة تراجعاً حاداً من 46.8 إلى 27.2 في المئة خلال الفترة ذاتها. ولفتت إلى أن هيكل الصادرات يتغير وسط تحول القوة الاقتصادية العالمية من الدول المتقدمة إلى الدول الناشئة، وتحولت وجهة شحنات الصادرات من الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان إلى الصين والدول الأعضاء في «اتحاد دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان) وأميركا الوسطى والجنوبية. وارتفعت حصة الصين من الصادرات الكورية من 23.8 بليون دولار عام 2002 إلى 130.2 بليون العام الماضي، كما زادت حصة «آسيان» من 11.3 إلى 14.4 في المئة، وحصة أميركا الوسطى والجنوبية من 5.5 إلى 6.7 في المئة. وتراجعت الصادرات إلى الولاياتالمتحدة 56.7 بليون دولار لتصل حصتها إلى 10.7 في المئة مقارنة ب20.2 في المئة قبل 10 سنين، كما تراجعت حصة أوروبا إلى أقل من 10 في المئة مقارنة ب13.4 في المئة.