أكدت استشارية نفسية أن العمل يجري لإضافة 3 آلاف سرير للأمراض النفسية خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن السعة السريرية للأمراض النفسية في 2012 كانت 3 آلاف سرير، وأن العمل جار إلى إحلال 14 مشروعاً للمستشفيات النفسية ذات مواصفات عالمية وحديثة مما سيعزز السعة السريرية لتصل إلى أكثر من الضعف، ويدعم تلك المستشفيات أكثر من 90 عيادة نفسية، و600 طبيب نفسي، و1000 أخصائي نفسي واجتماعي، وأكثر من 3 آلاف ممرض وممرضة نفسية، واعتبرت «استشارية الطب النفسي» الدكتورة فاطمة المحيش، أن الإضافات من شأنها أن تكون قادرة على احتواء المرضى النفسيين وتعزيز أسباب التشافي، موضحة أن علاج المرضى النفسيين ليست مسؤولية المستشفيات فقط، وإنما هي تتوزع على عدة جهات بما فيها مؤسسات الشؤون الاجتماعية، فالمريض النفسي بعد انتهاء فترة علاجه يحتاج إلى إعادة تأهيل نفسي ووظيفي وتوفير المأوى والدعم الاجتماعي، مما يكفل له حياة طيبة وكريمة. وذكرت أن «الاستعداد الوراثي» أحد مسببات المرض النفسي، مضيفة إليه العوامل البيئية المحيطة بالمريض، وشملت كذلك العوامل البيولوجية كوجود أمراض عضوية واستخدام العقاقير المحظورة. وأوضحت أن طرق علاجها مختلفة والاستجابة للعلاج متفاوتة من شخص لآخر، مشيرة إلى أن هناك الاضطرابات العقلية الشديدة التي من أبرزها الفصام العقلي والاستجابة للعلاج في هذه الحالة بنسب جزئية ومتفاوتة. أما الاضطرابات النفسية العصبية من القلق النفسي والاكتئاب التفاعلي واستجابتها للعلاج جيدة، وبينت أن الطبيب المعالج يركز على منع حدوث انتكاسة ومعاودة النوبات وتقليل تأثيرها على حياة المريض وسلامته النفسية. وأكدت المحيش أن الاكتشاف المبكر للمرض النفسي وتشخيصه لدى المتخصصين سبب في محاصرة المرض النفسي وتجاوزه في مدة قصيرة نسبياً، وأن تقديم العلاج وتوفير الأجواء المناسبة لاحتوائه كل ذلك يساهم في تقليصه ويمنع انتكاسته، مشيرة إلى أن الدراسات أظهرت أن أبرز سببين لانتكاسة المريض النفسي هو قطع العلاج وعدم الاستمرار عليه، بالإضافة إلى عدم وجود دعم أسري والتصرف بسلوك سلبي تجاهه. وبينت أنه للحد من ظهور المرض النفسي يجب منع وتقليل الأسباب المؤدية إلى ظهوره، بالإشارة إلى الأسباب الوراثية التي يساهم «زواج الأقارب» في زيادة ظهورها والتأكيد على أهمية تنشئة الطفل أو الفرد نشأة سوية والتعامل السليم مع ضغوط الحياة والابتعاد عن الممارسات السلبية من إدمان المخدرات، وعدم الاستسلام والخضوع للقلق والكآبة وتعزيز الثقة بالنفس والجانب الروحي والديني وتعزيز أواصر المجتمع. وشرحت طرق علاج الاضطرابات النفسية المختلفة التي تتفرع من اضطرابات عصبية بسيطة يمكن علاجها دون لجوء للأدوية والعقاقير النفسية، أو تستخدم بشكل محدود وقصير المدى وهذه الطرق العلاجية النفسية تستخدم بشكل جيد وفعال. أما الاضطرابات النفسية الأخرى فلابد فيه من استخدام العقاقير النفسية للعلاج، وقد يكون المزج بين العقاقير وطرق الإيحاء والاسترخاء كطرق علاجية بديلة هو الحل الأفضل لبعض الاضطرابات النفسية، وقالت: «مثلاً، الفصام العقلي يلزمه استخدام الأدوية النفسية (مضادات الذهان) كعلاج أساسي في الخطة العلاجية، وهناك اضطرابات عصبية كالرهاب والقلق النفسي البسيط، يمكن معها استخدام الطرق العلاجية البديلة عن الأدوية النفسية».