برزت حدة الأزمة بين القاهرة وأبو ظبي إلى سطح الأحداث بعدما بقيت مكتومة لفترة. ووصل الى دولة الإمارات أمس وفد مصري رئاسي غداة اعتقال «خلية» من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين». وضم الوفد رئيس الاستخبارات اللواء رأفت شحاتة ومساعد الرئيس للشؤون الخارجية القيادي في «الإخوان» عصام الحداد وسكرتير الرئيس خالد القزاز، «سيبحث في النقاط الضبابية في العلاقات» بعد صعود «الإخوان» إلى الحكم. والتقى الوفد، فور وصوله، نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسلمه رسالة خطية الى رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي . وقال بيان اماراتي إن الرسالة تتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل تطويرها بما يخدم مصالح الشعبين والبلدين الشقيقين. وتأتي الزيارة في أعقاب إعلان السلطات الإماراتية توقيف 11 مصرياً أعضاء في جماعة «الإخوان»، بينهم أطباء وأساتذة جامعيون والصحافي أحمد جعفر، بتهمة تشكيل «خلية» لجمع أموال وإرسالها إلى الجماعة في مصر. وأظهرت تصريحات متبادلة توتر العلاقات بين مصر والإمارات التي تستضيف منافس الرئيس محمد مرسي في انتخابات الرئاسة الماضية الفريق أحمد شفيق الملاحق قضائياً في بلاده. واتهمت قيادات في «الإخوان» دولة الإمارات ب «دعم الثورة المضادة»، فيما أطلق قائد شرطة دبي ضاحي خلفان سيلاً من التصريحات العدائية ضد الجماعة التي قال إنها «تخطط للإضرار بأمن الخليج». وقالت المصادر الرئاسية إن «القاهرة تلقت إفادات من الإماراتيين قبل فترة برغبة في الاجتماع للبحث في بعض الأمور الضبابية في العلاقات في ظل حكم الإخوان»، مؤكدة أن «الإماراتيين هم من حددوا موعد الزيارة سلفاً»، في إشارة إلى عدم ارتباطها بتوقيف «خلية الإخوان». وأوضحت المصادر أن اجتماعات الوفد المصري مع المسؤولين الإماراتيين «ستبحث في الشأن السياسي وبعض العلاقات الاقتصادية وبالضرورة في توقيف المصريين هناك»، لافتة إلى أن «المحادثات ستناقش حل بعض المعوقات التي اشتكى منها مستثمرون إماراتيون في مصر». وكان الحداد غادر القاهرة إلى أبو ظبي صباح أمس يرافقه القزاز، وتبعهما بعد بضع ساعات اللواء شحاتة، ما عزته المصادر إلى حضور رئيس الاستخبارات اجتماعاً للرئيس محمد مرسي مع لجنة تقصي الحقائق التي شكلها للتحقيق في وقائع قتل المتظاهرين إبان الثورة وحتى توليه السلطة. وذكر بيان مقتضب للرئاسة أن الحداد سيسلم رسالة من مرسي إلى رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. ولوحظ أن سفر الوفد المصري تزامن مع تصعيد في لهجة مؤسسات ومنظمات محسوبة على «الإخوان» ضد الإمارات، كما شكل مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان) الذي يتولى سلطة التشريع أمس لجنة من أعضائه للبحث في مشكلة المعتقلين المصريين في الإمارات. وقال رئيس المجلس القيادي في جماعة «الإخوان» أحمد فهمي إن «اللجنة منوط بها الاتصال بوزارة الخارجية فوراً لمعرفة ملابسات الاعتقال وأسبابه»، مؤكداً أن «كرامة الإنسان المصري في الخارج من كرامة مصر وكرامة الدولة ويجب أن نحمي أبناء مصر في الخارج ونصون أعراضهم ونقف إلى جانبهم إذا كان هناك ظلم وقع عليهم». وتظاهر أول من أمس ذوو الموقوفين ومتضامون معهم أمام سفارة الإمارات في القاهرة للمطالبة بإطلاقهم. وعقد مركز «سواسية» الحقوقي الذي يقوده محامي «الإخوان» عبدالمنعم عبد المقصود مؤتمراً صحافياً أكد خلاله عبدالمقصود أن هناك «تحركات رسمية (لإطلاق الموقوفين) لكن لا نعلم طبيعتها»، مشدداً على أن «الاهتمام بالقضية جاء من منظور حقوقي وليس سياسياً، خصوصا أنهم مواطنون مصريون أهدرت حقوقهم كافة، ويجب أن يعودوا إلى وطنهم». وتحدث بعض أقارب الموقوفين خلال المؤتمر، وأعلنوا عزمهم تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الجامعة العربية الأحد المقبل للمطالبة بإطلاق ذويهم.