شرعت الحكومة الإسرائيلية أخيراً في حملة ديبلوماسية هادئة بحثاً عن الجندي الإسرائيلي المفقود منذ 12 عاماً غاي حيفر. وأفادت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية أن إسرائيل توجهت رسمياً، إلى سورية، عبر روسيا ودول أخرى أعضاء في مجلس الأمن، بطلب الحصول على معلومات، إذا توافرت لدى دمشق، حول مصير الجندي الذي اختفى أثره عندما غادر قاعدته العسكرية في الجولان المحتل قبل 12 عاماً بالتمام، وما إذا كان موجوداً في سورية. واتهمت والدة الجندي الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بتجاهل قضية ابنها، فيما بذلت وما زالت تبذل جهوداً للإفراج عن جنود أسرى آخرين آخرهم الجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليت. وكان الجيش الإسرائيلي رفض في السنوات الأولى لاختفاء الجندي اعتباره مفقوداً، لكنه فعل ذلك لاحقاً بضغط من العائلة، لكن أسباب الاختفاء ما زالت مجهولة. وأضافت الوالدة أن وزير الخارجية الحالي أفيغدور ليبرمان هو الذي شرع في البحث عن ابنها ودعمه في ذلك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو. وتوجه ليبرمان إلى ألكسندر سلطانوف نائب وزير الخارجية الروسي خلال زيارته إسرائيل قبل أسبوعين بطلب رسمي لمساعدة إسرائيل في البحث عن الجندي من خلال سؤال سورية عما إذا كانت لديها معلومات عن الجندي والتوضيح لها أن إسرائيل تريد مساعدتها في هذه المسألة ك «لفتة إنسانية طيبة». وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر سبق أن سلم الرئيس السوري الربيع الماضي صورة الجندي، طالباً منه توفير معلومات عنه. وبحسب الصحيفة، فإن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نقل رسالة ليبرمان إلى الرئيس السوري بشار الأسد خلال اتصال هاتفي بينهما، إلا أن الأخير لم يرد عليها بعد، «لكنه وعد بفحص الأمر». وتنتظر إسرائيل زيارة سلطانوف بعد بضعة أسابيع إلى دمشق حيث سيطرح الطلب الإسرائيلي مرة أخرى. كذلك توجهت إسرائيل إلى دول أخرى بنقل الطلب ذاته إلى سورية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الخارجية الإسرائيلية أن التوجه الرسمي إلى سورية جاء بعد «الشعور بأن نافذة فرص سياسية فُتحت مع سورية، وعلى خلفية التقارب بينها وبين واشنطن». وقالت والدة الجندي للصحيفة إن وزارة الخارجية أبلغتها بأن ابنها «موجود بكل تأكيد في سورية». وأضافت أنها التقت خلال السنوات الماضية شخصيات زارت دمشق وطرحت الموضوع مع الرئيس السوري، «لكن الرد السوري كان أن المسألة بالغة الحساسية وأن سورية لا تعالجها». وكانت جهة تطلق على نفسها اسم «لجنة المقاومة لتحرير الجولان»، أصدرت قبل أكثر من سنتين بياناً فُهم منه أن الجندي الإسرائيلي أسير في سورية.