تراجع إنتاج النفط الليبي نحو 200 ألف برميل يومياً عن المعدل اليومي بعد أن شهد تزايداً، إثر سقوط صاروخ غراد الأربعاء على أحد صهاريج النفط في مصفاة الزاوية التي تتغذى من حقل الشرارة النفطي، ما تسبب في وقف ضخه إلى المصفاة، وفق مسؤولين في القطاع النفطي. وبلغ إنتاج ليبيا من النفط قرابة 900 ألف برميل يومياً، لكن توقُّف حقل الشرارة، وهو أحد أكبر الحقول النفطية الواقعة جنوب غربي البلاد عن الضخ إلى مصفاة الزاوية، تسبَّب في تراجع الإنتاج اليومي للنفط الليبي ليصل إلى قرابة 700 ألف برميل، بعد أن كان الناطق الرسمي باسم "المؤسسة الليبية للنفط"، يتوقع أن يصل الإنتاج إلى مليون برميل يومياً مع نهاية ايلول (سبتمبر). وقال محمد الحراري الناطق باسم المؤسسة ل"فرانس برس"، إن "الإنتاج في حقل الشرارة متذبذب ويشهد انخفاضاً وارتفاعاً بسبب مشكلات أمنية تواجهها مصفاة الزاوية التي يغذيها الحقل". وأوضح أن "حقل الشرارة النفطي إلى جانب حقل الفيل الواقعين جنوب غربي البلاد، كان يعوَّل عليهما في عودة الإنتاج النفطي إلى طبيعته قبل اندلاع الأزمة في شرق البلاد". وأغلق حرس المنشآت النفطية بعد أن انشقوا عن الحكومة، الموانئ في شرق ليبيا منذ تموز (يوليو) 2013 ولحوالى عام، ما أدى إلى تعليق تصدير النفط وانخفاض الإنتاج الليبي إلى 250 ألف برميل يومياً، وأحياناً أقل، مقابل 1.5 مليون برميل قبل 2011. وتسبب تراجع الصادرات بعجز بقيمة 40 بليون دولار في ميزانية الدولة لهذا العام. وأكد مسؤول التفتيش والقياس في "المؤسسة الوطنية للنفط" إبراهيم العوامي، أن "صاروخ غراد أصاب بشكل مباشر أحد صهاريج التخزين في مصفاة الزاوية التي يمدها حقل الشرارة بالنفط". وقال العوامي ل"فرانس برس" إن "إصابة الصهريج لن توقف عمل المصفاة قبل انتهاء مخزون بقية الصهاريج، غير أن تزودها من حقل الشرارة النفطي سيتوقف لحين معالجة الأمور الأمنية واللوجستية". وتمد المصفاة، التي تقع في مدينة الزاوية (60 كلم غرب العاصمة طرابلس) والتي تبلغ طاقتها 120 ألف برميل يومياً، غرب ليبيا والعاصمة بالوقود، لكن حقل الشرارة النفطي تبلغ قدرته الإنتاجية ما بين 190 إلى 200 ألف برميل يومياً. وتعاني ليبيا من فوضى عارمة تصاعدت حدتها منذ شهر مع سيطرة مليشيات مسلحة على العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، إضافة إلى فقدان السلطات الليبية زمام الأمور في تلك المدن التي تشهد اشتباكات شبه يومية بين ميليشيات إسلامية وقوات قبلية وأخرى موالية للسلطات.