سجّلت الدراما السعودية خلال عام 2012 حضوراً كمّياً يعدّ سابقة، إذ وصل عدد المسلسلات الى 17 توزّعت على قنوات فضائية عدة، وكعادتها نالت الكوميديا الحصة الأكبر. وعلى رغم العدد الكبير للأعمال المنتجة هذا العام، إلا أنها فشلت في حصد الأصداء الإيجابية المنتظرة، بل نال بعضها ردود فعل سلبية حادة وتعليقات منتقدة، خصوصاً على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي التي شكلت هذا العام مسرحاً واسعاً لتقديم الأعمال جماهيرياً وبمنأى عن النقاد، فحظيت الأعمال المسبوقة بمؤتمرات صحافية ضخمة، أو حملات دعائية واسعة رفعت من خلالها راية التحدّي، بالنصيب الأكبر من النقد. وسجّل عام 2012 علامة فارقة، إذ تغيّب للمرة الأولى بعد أكثر من 15 عاماً، «طاش ما طاش» الذي لعب كما يبدو دوراً في ظهور كثير من الأعمال الكوميدية الباحثة عن الدخول في دائرة المنافسة، إلا أن ما صاحبها من آراء وانطباعات لم تعكس النجاح المنتظر. وجاء من بين هذه الأعمال مسلسل «طالع نازل» الذي عرضته قناة «دبي» ولعب بطولته عبدالله السدحان، وتعرّض لانتقادات حادة تركزت على مستوى العمل الذي لم يأتِ متناسباً وقيمة بطله، بعدما نال الرضا على مدى أعوام إلى جوار ناصر القصبي عبر «طاش». وتضاف أعمال مثل «من الآخر» لراشد الشمراني وريم عبدالله على قناة «دبي» أيضاً، ومسلسل «كلام الناس» على التلفزيون السعودي من بطولة حسن عسيري، وهما العملان اللذان لم ينجحا في تقديم قيمة فنية جديدة، وغرقا في تكرار الأفكار القديمة وفق الآراء الجماهيرية. كما عانى مسلسل «سكتم بكتم» من بطولة فايز المالكي على التلفزيون السعودي، من التكرار في شكل واضح، بعدما عرض الجزء الثالث منه هذا العام. وشاركت أسماء معروفة في عمل «واي فاي» الذي عرضته «أم بي سي»، ما ساهم في وصوله إلى الجماهير في شكل كبير، إلا أنه نال نصيبه من النقد، خصوصاً أنه اعتمد في كثير من فقراته على «تقليد» شخصيات اجتماعية أو فنية أو سياسة بارزة في شكل ساخر، ما دفع المعجبين بتلك الشخصيات إلى شن هجوم على أبطال العمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. عدد الأعمال الدرامية السعودية التي قُدمت خلال هذا العام مثل المشهد الدرامي السعودي الأبرز، لا سيما أن تصوير 17 مسلسلاً في فترة متزامنة هي تجربة تأتي للمرة الأولى في تاريخ الدراما السعودية، ما يفتح باب التوقعات لحضور أكثر كثافة في الأعوام المقبلة. وكانت الأعمال السعودية ال17 عكست واقع تأثر السعوديين بالثورة التقنية وما صاحبها من أعمال شبابية وجدت في موقع «يوتيوب» متنفساً مجانياً، إذ حاولت الأعمال استثمار المواهب الإلكترونية ونقل هوايتها إلى عالم الاحتراف، فبرزت أعمال مثل «شفت الليل» الذي لعب بطولته عدد من نجوم برامج «يوتيوب»، واعتمد في نصه وفكرته على محاكاة تلك الأعمال. وعموماً، تباينت الآراء الفنية تجاه حضور الدراما السعودية، وسعيها إلى حجز مقعد أكبر على خريطة الدراما الخليجية والعربية، إذ يجد الممثل السعودي طلال السدر الذي شارك في مسلسل «عيال حارتنا»، أن الأعمال السعودية حاضرة على مستوى الخليج، من خلال تقديمها لقضايا بارزة، ووجود منتجين متمرسين يعملون على إبراز أعمالهم، لكنه يشدد على ضرورة الاهتمام بالمحتوى لتصل تلك الأعمال إلى الجماهير في شكل سريع. ويرى المنتج المنفذ لمسلسل «هوامير الصحراء» نائب رئيس جمعية المنتجين والموزعين السعوديين الممثل عبدالله العامر، أن الأعمال السعودية باتت هدفاً لكل ممثل، مستشهداً بمسلسل «هوامير الصحراء» الذي شهد مشاركة عدد من نجوم الدراما السعودية والخليجية. أما العامر فيؤكد أن الدراما السعودية تحتل المرتبة الثالثة عربياً من حيث المتابعة بعد الدراما المصرية والسورية، معتبراً أن عرضها على عدد من القنوات العربية هو دليل واضح على ذلك.