صدر حديثاً كتاب «المنتفق في ذاكرة التاريخ» عن دار جداول للنشر في بيروت، ويتناول تاريخ إمارة المنتفق، ودورها الفاعل في حقبة زمنية تعدّ مفصلاً مهماً في تاريخ الجزيرة العربية الحديث، إذ شكّلت قوة محلية، وقدمت نضالاً باكراً في تصديها لأطراف استعمارية عدة كالعثمانيين في بداية الأمر، وصراعهم مع الفرس، ومن ثمَّ الإنكليز الذين استطاعوا أن يوثقوا علاقتهم مع إمارات الخليج العربي منذ بداية القرن ال17. وهذا ما جعل هذه الإمارة تترك إرثاً كبيراً تشهد عليه بصماتها وتأثيراتها في مجمل الأحداث ليس في ولاية البصرة فقط، بل امتد ذلك إلى ولاية بغداد، ومدى تأثير ذلك حتى على القرار العثماني في إسطنبول، فبحسب تعريف الدار للكتاب، فإنه «على رغم من أن أمراء السعدون لم يتولوا الحكم في بغداد إلا أنهم عينوا الولاة، وثبتوهم في الولاية، كما حدث للوالي سعيد بك، وصراعه بعد ذلك مع داود باشا». وفي فصل آخر كشف الباحث السعدون طبيعة الأطماع الفارسية في العراق بصورة عامة، وولاية البصرة تحديداً، وسيعد هذا المؤلف إضافة جادة للمكتبة العربية وفي مجال الأبحاث التي تُسلط الضوء على تلك القوى المحلية التي تميزت بالطابع الوطني الباكر.