يوماً بعد يوم يثبت مهاجم فريق الهلال الأول لكرة القدم البرازيلي ويسلي لوبيز أنه صفقة ناجحة ل «القلعة الزرقاء» بكل المقاييس، كيف لا وهو يتربع على صدارة هدافي دوري زين للمحترفين برصيد 15 هدفاً بمرور 14 جولة من عمر المسابقة، بمعدل هدف في كل مباراة؟! ماكينة الأهداف البرازيلية تمكن من زيارة شباك 11 فريقاً في الدوري حتى الآن، هي نجران بثلاثة أهداف «هاتريك»، وهدفين في شباك كل من النصر وهجر، والاتفاق والشعلة والشباب والوحدة والفيصلي والتعاون والأهلي والاتحاد بمعدل هدف في مرمى كل فريق. اللاعب «الأعسر» لم يكتفِ بتسجيل 12 هدفاً بالقدم اليسرى، لكنه نجح في تسجيل هدف بالقدم اليمنى، وعلى رغم طوله المميز (177سم) إلا أنه لم يستطع سوى إحراز هدفين فقط من كرات رأسية، ليصل مجموع أهدافه إلى 15 هدفاً حتى الآن. يذكر أن خمسة أهداف من التي أحرزها اللاعب البرازيلي صحاب ال 32 ربيعاً جاءت من عند علامة الجزاء. ويبتعد لوبيز بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه على لقب الهداف، إذ يأتي صاحب المركز الثاني المهاجم الأرجنتيني سيباستيان تيجالي برصيد 9 أهداف، ويأتي خلفه بالمعدل التهديفي نفسه مهاجم الهلال ياسر القحطاني، الذي أعلن تراجعه عن اعتزال اللعب الدولي ليقود «الأخضر» في «خليجي 21» التي ستنطلق في البحرين في الفترة من 5 إلى 18 كانون الثاني (يناير) المقبل. فارق الأهداف الستة الذي يصب في مصلحته يقربه أكثر من لقب هداف الدوري في موسمه الأول مع الهلال في دوري زين، ولاسيما إذا واصل اللاعب على هذا النهج إلى نهاية الموسم وابتعد عن الإصابات. لاعب فاسلوي الروماني السابق أكد بتألقه اللافت للأنظار أنه أنجح الصفقات التي أبرمتها الأندية السعودية في فترة الانتقالات الشتوية، بعدما قاد فريقه إلى صدارة الترتيب بفضل أهدافه الحاسمة التي يسجلها للفريق. ويطمح لوبيز إلى مضاعفة مجهوده للارتقاء بمستواه أكثر، ليمكّن الهلال - صاحب الرقم القياسي بالفوز بعدد مرات الدوري (13 لقبا) - من استعادة اللقب الذي جرده منه الشباب في الموسم الماضي. وعلى رغم البداية المتعثرة للهلال في الدوري، إلا أنه بات قريباً أكثر من أي وقت مضى تحت قيادة مدربه الفرنسي أنطوان كومبواريه من التتويج بلقب بطولته المفضلة، بشرط تجاوز عقبة الفتح في قمة مباريات الجولة ال15 لدوري المحترفين السعودي، التي ستجمع الفريقين الجمعة على ملعب الأمير عبدالله بن بن جلوي بالأحساء. ويسعى لوبيز للتوقيع على شباك حارس الفتح ليضمه إلى قائمة ضحاياه، حتى يتفرغ بعد ذلك للتخطيط لفك شفرة شباك حارس الرائد عندما يحين موعد لقاء الفريقين في الدور الثاني، ليكون لوبيز بذلك اللاعب الوحيد الذي زار شباك كل الفرق بلا استثناء. المهاجم البرازيلي لم يكتفِ بهذا الإنجاز في موسمه الأول مع الهلال، بل تخطاه ليحطم رقم مهاجم فريق الاتحاد السابق والمحلل الرياضي الحالي حمزة إدريس «البرق»، الذي أحرز من قبل ثمانية أهداف في ثماني مباريات متتالية، إلا أن رقمه لم يصمد سنوات طويلة، ليأتي لوبيز ويحطم الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة على التوالي في الدوري، ليقتحم تاريخ الكرة السعودية من أوسع الأبواب، فمنذ «الثلاثية» التي أحرزها في مرمى نجران وهو يسجل باستمرار مع فريق الهلال. لوبيز فرض نفسه على خريطة الفريق الأزرق، فباستثناء مباراتين فقط غاب فيهما عن التشكيلة الأساسية، اعتمد عليه كومبواريه بشكل أساسي في 12 مباراة متتالية، وكان أحد الأوراق الهجومية المفضلة لدى المدرب الفرنسي ذي الأصول السنغالية، وكان عند حسن ظن مدربه. يتميز لوبيز بأنه يجيد اللعب بكلتا قدميه، إلا أن قدمه اليمنى أقل حساسية على المرمى من القدم اليسرى، كما أنه يجيد المراوغة لما يتمتع به من مهارات فردية، كما يجيد لوبيز إحراز الأهداف من أنصاف الفرص، ويملك قدماً قوية قلما تضل طريقها نحو المرمى حتى مع التسديد من مسافات بعيدة، وهي ميزة أخرى تحسب للاعب. ويصب لوبيز تركيزه الكامل لخدمة فريقه، فلا ينشغل بأية مؤثرات خارجية، ويصعب استفزازه من منافسيه، ويميل اللاعب إلى طابع اللعب النظيف، حتى إنه في 15 مباراة لم ينل خلالها سوى بطاقتين صفراوين، وهو يؤكد أنه يدخر جهوده لخدمة فريقه. إلا أن ما يعاب على اللاعب هو تقدمه في السن، إذ إن اللاعب المولود في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1980 يبلغ من العمر 32 عاماً. الجمهور الهلالي وجد ضالته أخيراً وبعد عناء طويل وبعد تجارب عدة مع أكثر من مهاجم، إلا أن لوبيز أنساهم إخفاقات من سبقوه في الهجوم الهلالي. كومبواريه عقب تعاقده مع الهلال مباشرة أوصى الإدارة الهلالية بإتمام صفقة لوبيز، الذي نجح في تسجيل 27 هدفاً في موسمه الأخير مع فاسلوي الروماني، لينتقل إلى محطة جديدة لينثر إبداعاته مع الكتيبة الزرقاء في الملاعب السعودية. لعب ويسلي لوبيز 307 مباريات في كامل مسيرته الكروية، سجل خلالها 128 هدفاً، ويعد أبرز انجازاته مع الأندية تحقيق وصافة كأس رومانيا مع فاسلوي موسم 2010 ووصافة الدوري الموسم الماضي. ولا تقتصر إبداعات لوبيز على تسجيل الأهداف فحسب، بل إنه يملك مهارة صناعة الأهداف أيضاً لزملائه، إذ إنه صنع لزملائه ثلاثة أهداف أمام الفتح ونجران والشباب، وهذه المهارة كان يجيدها منذ أن كان لاعباً في فاسلوي الروماني، فخلال 148 مباراة لعبها مع الفريق الروماني صنع 15 هدفاً وسجل 82 هدفاً. ومن أبرز إنجازات لوبيز إبان وجوده مع فاسلوي فوزه بلقب لاعب الموسم مرتين عامي 2010 و 2012، وتتويجه بلقب هداف الدوري الروماني موسم 2011/ 2012 ب27 هدفاً، والهداف التاريخي لأجانب الدوري الروماني ب62 هدفاً، وكان قائداً للفريق في الموسم الماضي. المهاجم البرازيلي لا يزال محط أنظار الصحافة والمواقع الإلكترونية الرومانية، حتى بعد مرور 6 أشهر على رحيله عن الفريق وتتابع أخباره عن كثب، ولاسيما أن اللاعب يتمتع بشعبية جارفة بين الجمهور الروماني، خصوصاً جمهور فاسلوي. الكثير من النقاد والمحللين أشادوا بقدرات لوبيز الهجومية التي يكشف عنها يوماً بعد يوم، حتى بات الرقم الصعب في ناديه الهلال، وكذلك ويعد حالياً من أنجح الصفقات بين المحترفين في الدوري هذا الموسم. ويسلي لوبيز لم يقوَ على رفض عرض الهلال المغري، وهو ما أكده اللاعب نفسه بعد قدومه إلى الرياض مباشرة في مؤتمر صحافي إبان تقديمه لوسائل الإعلام، إذ قال حينها إن العرض المالي المغري وشعبية الهلال الجارفة شجعاه على التوقيع. مدرب الهلال السابق الروماني كوزمين أولاريو ومواطنه رادوي كان لهما دور بارز في توقيع لوبيز للهلال بعدما أسديا نصيحة للاعب بالتوقيع من دون تردد. أخيراً أصبح لوبيز أحد أهم اللاعبين المؤثرين في الهلال الذين لا يمكن الاستغناء عنهم، كما أنه يعتبر نجم الفريق بلا منازع، ونال استحسان ورضا الجماهير الهلالية في وقت قصير.