ألقى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس وفد المملكة الأمير سلمان بن عبدالعزيز، كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى اجتماعات الدورة ال33 لقمة مجلس التعاون، في ما يأتي نصها بحسب وكالة الأنباء السعودية: «إخواني قادة دول مجلس التعاون، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يطيب لي وأنتم تجتمعون في بلدنا الثاني البحرين أن أعبر بدايةً عن بالغ التقدير لصاحب الجلالة الأخ حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين على ما يوليه لهذه القمة من اهتمام ورعاية لإنجاح أعمالها. كما أود أن أبدي خالص الشكر لإخواني أصحاب الجلالة والسمو على مشاعرهم الكريمة التي أبدوها تجاه أخيهم. ولقد كان بودي مشاركتكم في هذا اللقاء الذي ينعقد في ظروف بالغة الدقة تتطلب منا التمعن كثيراً في مسيرتنا الخيرة التي بدأتها دولنا منذ أكثر من 31 عاماً، ومساءلة أنفسنا بكل صدق وتجرد: هل وصلت مسيرتنا إلى ما نتطلع إليه وتتطلع إليه شعوبنا؟ وأصارحكم القول أن ما تحقق من إنجازات لا يرقى إلى مستوى الآمال والطموحات المعقودة. إن الأمانة العظيمة التي وضعها المولى - عز وجل - في أعناقنا تستوجب منا العمل الدؤوب، لتحقيق تطلعات شعوبنا . ولقد كان لقراركم الذي أخذتموه في الدورة ال32 بترحيبكم ومباركتكم لاقتراحنا بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد يحقق الخير ويدفع الشر إن شاء الله، أكبر الأثر لدى شعوب دولنا. وقد أكد ذلك تقرير الهيئة المتخصصة الذي تضمن التوصية بالإعلان عن قيام الاتحاد وتحديد أهدافه ووضع تصور للأجهزة اللازمة لقيامه. وبناءً على ذلك قدمت المملكة العربية السعودية مشروعاً مقترحاً للنظام الأساسي للاتحاد بما يتوافق مع توصيات الهيئة المتخصصة التي نقدر لها ما بذلته من جهود وما توصلت إليه من نتائج بنّاءة وما قدمته من مقترحات متكاملة ومتوازنة. وإننا إذ نتطلع إلى قيام اتحاد قوي متماسك يلبي آمال مواطنينا من خلال استكمال الوحدة الاقتصادية، وإيجاد بيئة اقتصادية واجتماعية تعزز رفاه المواطنين، وبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة تجنب دولنا الصراعات الإقليمية والدولية، وبناء منظومة دفاعية وأخرى أمنية مشتركة، لتحقيق الأمن الجماعي لدولنا، وبما يحمي مصالحها ومكتسباتها ويحافظ على سيادتها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، لنأمل بإذن الله أن تتبنى دولنا الإعلان عن قيام هذا الاتحاد في قمة الرياض. والله نسأل أن يوفقنا لما فيه خير ورفاهية شعوبنا وأمن دولنا واستقرارها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».