قال نشطاء إن عشرات الأشخاص قتلوا أو أصيبوا في غارة جوية على مخبز في محافظة حماة وسط سورية في حين قال البعض إن زهاء 200 شخص قتلوا. وقال أحد النشطاء «لا يمكننا الحصول على رقم محدد حتى الآن لأننا ما زلنا لا نعرف من قتل ومن أصيب». واستهدفت الغارة بلدة حلفايا التي استولى عليها مقاتلو المعارضة مؤخراً في تقدم ميداني جديد في محافظة حماة. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل «عشرات المواطنين» في غارة شنتها مقاتلات سورية قرب مخبز في بلدة حلفايا. وقال المرصد في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه «استشهد عشرات المواطنين اثر القصف الذي تعرضت له بلدة حلفايا من قبل القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحربية بالقصف». وإضافة إلى هؤلاء قتل 41 شخصاً على الأقل في أعمال عنف في مناطق سورية أخرى بحسب المرصد. وقال المرصد إن اشتباكات عنيفة دارت امس في أنحاء مختلفة من سورية رافقها قصف عنيف بالمدفعية والطائرات. وتعرضت للقصف خصوصاً مناطق في ريف دمشق ومحافظات حمص وحلب، وحماة. كما شهدت محافظات درعا واللاذقية والرقة ودير الزور اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين. إلى ذلك ذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) امس أن شاباً سورياً في ال21 من العمر قتل برصاصة في الرأس أثناء فراره إلى داخل الأراضي الأردنية. وقال مدير مستشفى المفرق الحكومي الطبيب حمود السرحان إن «اللاجئ السوري تعرض لإطلاق نار في الأراضي السورية بالقرب من الحدود الأردنية عند محاولته دخول الأراضي الأردنية بطريقة غير شرعية». وأضاف أن «الأجهزة الأمنية (الأردنية) نقلته إلى مستشفى المفرق (70 كلم شمال) حيث حاول أطباء قسم الإسعاف والطوارئ إنقاذ حياته، إلا انه فارق الحياة جراء تعرضه إلى إطلاق نار في منطقة الرأس أدى إلى تهتك الدماغ». وتستضيف المملكة التي تشترك مع سورية بحدود يزيد طولها عن 370 كيلومتراً، ما يزيد على 250 ألف لاجئ سوري فروا من المعارك في بلدهم، منهم اكثر من 45 ألفاً في مخيم الزعتري الذي يقع في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية. وتقول منظمة الأممالمتحدة إن اكثر من نصف مليون لاجئ سوري فروا من أعمال العنف في بلادهم وهم مسجلون في دول أخرى بمنطقة الشرق الأوسط أو بانتظار دخولها. وتفاقمت الأزمة الإنسانية الحالية بسبب برد الشتاء القارص ونقص الغذاء. وفي مخيم قرب الحدود مع تركيا تحدث لاجئون عن معاناتهم من المرض بسبب برودة الطقس. وقال لاجئ فر من مدينة حلب إن الظروف سيئة للغاية. وتحدثت لاجئة أخرى عن صعوبة الحصول على الوقود والطعام. وقالت إنه لا توجد مدافئ أو وقود ولا يمكن إشعال نار بسبب الأمطار. وتستضيف كل من الأردن ولبنان وتركيا اكثر من 130 ألف لاجئ مسجل ويتوقع عمال إغاثة أن تزيد الأعداد مع تصاعد أعمال العنف حول العاصمة دمشق. وفي تركيا التي تستضيف 136 ألف لاجئ تزود معظم المخيمات بأجهزة تدفئة كهربائية محمولة ويحصل اللاجئون على ثلاث وجبات ساخنة في اليوم من الهلال الأحمر. لكن درجات الحرارة يمكن أن تنخفض إلى دون التجمد على الحدود التي يبلغ طولها 900 كيلومتر مع سورية خلال اشهر الشتاء ويمكن أن تهطل أمطار غزيرة وتسبب سيولاً. وقتل 111 شخصاً في أعمال عنف شهدتها مناطق عدة من سورية أول من امس، بحسب حصيلة جديدة أوردها الأحد المرصد السوري. وكانت حصيلة سابقة أوردها المرصد أشارت إلى مقتل 79 شخصاً. وقال المرصد في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه إن «عدد الشهداء الذين انضموا السبت إلى قافلة شهداء الثورة السورية» بلغ 111 شخصاً هم 51 مدنياً و31 مقاتلاً معارضاً و29 جندياً نظامياً. يضاف إلى هذه الحصيلة 20 قتيلاً توفوا السبت متأثرين بجروح أصيبوا بها سابقاً أو قضوا خلال الأيام الماضية وعثر على جثثهم السبت، بحسب المرصد الذي يتخذ مقراً له في بريطانيا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين داخل سوريا لاستقاء معلوماته. وتركزت أعمال العنف في حلب (شمال) حيث قتل 28 شخصاً وريف دمشق (29 قتيلاً) ودمشق (18)، بحسب المرصد. وارتفعت حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ 21 شهراً إلى اكثر من 44 ألف شخص، بحسب حصيلة إجمالية أوردها المرصد مؤخراً. ولا تشمل هذه الأرقام آلاف المفقودين والمعتقلين. ووصل مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس إلى دمشق في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً، كما أفاد مراسل فرانس برس. ونزل الإبراهيمي في فندق شيراتون في وسط دمشق. ومن المقرر أن يجري محادثات حول الأزمة مع كبار المسؤولين السوريين. وخلافاً لزياراته السابقة دخل الإبراهيمي الأراضي السورية آتياً من لبنان، كما أفاد لوكالة فرانس برس مسؤول في الجمارك اللبنانية. وقال المسؤول طالباً عدم ذكر اسمه إن «موكب المبعوث الدولي عبر الحدود اللبنانية - السورية قرابة الساعة الثانية بعد الظهر (12 تغ)». وكان مسؤول أمني آخر قال لفرانس برس في وقت سابق أمس، إن الإبراهيمي وصل إلى مطار بيروت الدولي. وخلال زياراته السابقة سورية كان الإبراهيمي يحط في مطار دمشق ولكن طريق مطار دمشق شهد في الأيام الأخيرة معارك عنيفة بين قوات الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة المسلحة. وخلال زيارته السابقة دمشق والتي استمرت من 19 إلى 24 تشرين الأول (أكتوبر)، التقى الوسيط الدولي الرئيس الأسد وعدداً من كبار المسؤولين السوريين. ويومها تفاوض الإبراهيمي على هدنة بمناسبة عيد الأضحى وأعلن عن اتفاق طرفي النزاع على الالتزام بها طيلة أيام العيد، ولكن هذه الهدنة لم تصمد إلا ساعات معدودة.