تجاوز نادي الجوف الأدبي، في ما يبدو، حادثة إحراق خيمته الثقافية في وقت سابق، احتجاجاً على مشاركة عنصر نسائي في الفعالية، إذ شهدت الأمسية التي نظمها مساء الخميس الماضي، وشارك فيها الشعراء إبراهيم الوافي والدكتور شاهر ذيب والشاعرة والإعلامية ميسون أبو بكر، نجاحاً أكده الحضور الكبير في القسمين الرجالي والنسائي، إضافة إلى خلوها من أي رد فعل «متشنّج» تجاه مشاركة العنصر النسائي، خصوصاً أن مواقع ومنتديات الإنترنت شهدت «حملة» تحريض ضد نادي الجوف الأدبي، وضد الأمسية التي شاركت فيها أبو بكر تحديداً. وكان رئيس نادي الجوف الأدبي إبراهيم الحميد، قال بعد حادثة إحراق «الخيمة» ان «النادي» تلقى اتصالات «متشنّجة» تطالب بمنع إقامة أمسية شعرية، كان مقرراً إقامتها بمشاركة الشاعرة والإعلامية حليمة مظفر. وفي الأمسية، التي أقامها النادي في مركز الأمير عبدالإله الحضاري في مدينة سكاكا، ولوحظ تواجد عدد من العناصر الأمنية في محيط المركز، تلافياً لتكرار حادثة الحريق، قال الشاعر إبراهيم الوافي إن النصوص الشعرية تحتاج إلى لغة شعرية لترجمتها، «معبرة بدقة ومشحونة بالشعر». وأضاف إن قصيدته «الرياض» التي تُرجمت إلى ثلاث لغات عالمية كُتبت عام 2004 بعد الهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة السعودية. مشيراً إلى أن مشروع «كتاب في جريدة» قام بترجمة القصيدة إلى اللغات الاسبانية والانكليزية والألمانية. واعتبرت أبو بكر ترجمة القصائد توثيقاً للثقافات، على رغم أن البعض اعتبر الترجمة «خيانة»، وهي «نوع من الحوار الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومن أصدائها إقبال المثقفين الأجانب على ترجمة الإنتاج الثقافي السعودي». وأرجع الوافي سبب كتابته لرواية «رقيم» بعد أن أصدر أكثر من مجموعة شعرية، إلى محاولته تجريب أو طرق أفق آخر للكتابة، مؤكداً أن «الشعر حاضر في ذاكرة العرب، والتوجه إلى فن أدبي آخر لا يعني غياب الشعر». وذكرت الشاعرة ميسون أبو بكر أن الزمن الحاضر هو للكتابة، «ولا يمكن أن نقول للشاعر أكتب بهذا القالب أو بقالب آخر، الشعر هو سلطان يستدعيك إليه، ويجعلك تسكب مشاعرك في أي قالب كان». وقدمت نصيحة إلى الشعراء بأن يبدأوا بالقصيدة العمودية وبعدها التفعيلية، «ولا ضير أن نعرج على قصيدة النثر». وفي مداخلات الحضور، دعا الدكتور نايف المعيقل أهالي المنطقة إلى الالتفاف حول «النادي»، «للمشاركة في أنشطته المتعددة التي يقوم بها والتي شملت محافظات ومراكز المنطقة». مشيداً بالنادي الذي «سحب البساط من تحت مؤسسات المنطقة التي كان من المفترض أن تقوم بكثير من الأنشطة الثقافية، وهي التي تمتلك الكثير من الإمكانات». يذكر أن مشاركة الشاعرة ميسون أبو بكر هي الأولى لعنصر نسائي في أنشطة «أدبي الجوف»، بعد حادثة إحراق خيمة نادي الجوف الأدبي قبل نحو ثلاثة أشهر احتجاجاً على مشاركة الشاعرة حليمة مظهر لا شيء يمنعني عن تلبية نداء الشعر وأكدت الشاعرة ميسون أبو بكر أنها لا يمكن أن تخذل الشعر تحت أي ظرف من الظروف. وقالت ل «الحياة» بعد احيائها للأمسية الشعرية الأولى لنادي الجوف الأدبي، بعد حادثة إحراق خيمته الثقافية، إنها لا يمكن أن تخذل الشعر حين يناديها، «وإن رميت وراء ظهري جميع مشاغل الحياة ومخاطرها». وتحدثت عن أبرز المشكلات التي تواجهها في إعداد وتقديم برامجها الثقافية على التلفزيون السعودي، مشيرة إلى صعوبة تقديم تلك النوعية من البرامج مقارنة بالبرامج الاجتماعية، وأضافت: «يكفي تحملنا لنرجسية بعض المثقفين الذين نستضيفهم في البرامج الثقافية».