يواكب التحضير الى اعلان اللوائح الانتخابية والاتفاق عليها بين المتنافسين من الحلفاء، قبل نزول الخصوم الى حلبة صناديق الاقتراع في 7 حزيران (يونيو) المقبل، تزايد الإقبال بين القوى السياسية اللبنانية على عرض برامجها السياسية والانتخابية أمام الرأي العام، حتى ليصح القول انها أكثر الدورات الانتخابية النيابية التي تشهد بروز تقليد عرض البرامج السياسية. وفيما كان تحالف قوى 14 آذار أعلن برنامجه السياسي في احتفال سياسي منتصف الشهر الماضي، وينتظر أن يعلن تيار «المستقبل» برنامجه الانتخابي في احتفال حاشد غداً الأحد للمرة الأولى منذ قيامه (كانت اللائحة التي يدعمها تعلن برنامجها في الدورات السابقة). ويُفترض أن يعلن «حزب الله» عن برنامجه اليوم في مؤتمر لرئيس كتلته النيابية محمد رعد، في حين أعلن منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب سامي الجميل نجل الرئيس أمين الجميل، ترشحه عن المقعد الماروني في المتن الشمالي مقترناً برؤية سياسية عرضها أمس، فيما يحيي حزب «القوات اللبنانية» اليوم ذكرى حلّه بعد دخول رئيس الدكتور سمير جعجع الى السجن، وهو سيلقي خطاباً يتضمن موقفه من الاستحقاق الانتخابي وأسماء مرشحي حزبه ويشدد على ثوابت قوى 14 آذار. (راجع ص 6 و7). وإذ وجه الجميل أمس دعوة مفتوحة الى مسيحيي المعارضة و «التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه العماد ميشال عون من أجل وحدة المسيحيين شدد على دوره والمقاومة الطالبية «في وجه الاحتلال السوري». ورأى ان «التوافق يتناقض مع مبدأ الديموقراطية وقال انه لا يؤمن «بمشروع سني – مسيحي أو شيعي – مسيحي أو درزي – مسيحي بل بمشروع مسيحي – مسيحي». وبموازاة ارتفاع حمى الترشيحات التي بلغت أمس 323 طلب ترشح في وزارة الداخلية والتعبئة الإعلامية، تشهد بعض الدوائر حوادث أمنية، إذ وردت معلومات أمنية ان مجهولين أقدموا ليل أول من أمس وفجر أمس على رمي مواد ملتهبة على جدران المنزل العائلي للنائب عن المقعد الشيعي في دائرة بعبدا باسم السبع، لإحراق لافتة معلّقة على جدار المنزل في حي برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، عائدة لصهر النائب السبع بصفته أحد مخاتير المنطقة. والنائب السبع وثيق الصلة بالنائب سعد الحريري ويفترض أن يترشح في هذه الدائرة مع حلفاء له في قوى 14 آذار. وفي سياق متابعته التطورات على الصعيد الانتخابي قال رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس: «نحن في صدد اجراء انتخابات نيابية والصوت سيعلو انتخابياً، إلا أن ذلك لن يؤثر في الاستقرار والديموقراطية حيث تعود بعد ذلك عجلة الإدارة الى الدوران بالسرعة الطبيعية». وكان سليمان يتحدث خلال استقباله وفداً من المشاركين في المنتدى الاقتصادي العربي في بيروت الذي تنظمه مجموعة الاقتصاد والأعمال. ولفت سليمان الى أن «الثقة هي عنوان كبير للاقتصاد»، مشيراً الى انها «استعيدت عربياً ودولياً بعدما كانت اهتزت في السنوات الأخيرة نتيجة الأوضاع الداخلية السياسية والأمنية التي سادت وبلوغ الخلافات ذروتها». وقال سليمان ان «الجو يتجه الى المزيد من الاستقرار خصوصاً وأن الزمن هو زمن مصالحات وتهدئة عربية تجلّت في الدوحة وكان لبنان سعى الى حصولها منذ شهور»، داعياً الى ضرورة تذليل الخلافات مهما كان نوعها وتأمين مصالح الأمة والناس. وأشار سليمان الى ان لبنان «استطاع استيعاب الأزمة المالية العالمية الأخيرة وارتدادات العدوان على غزة وأزمة الخلافات العربية التي كانت استفحلت. وهذا الوضع، جعل تصنيف لبنان الائتماني العالمي يرتفع درجة، ما دفع البنك الأوروبي للاستثمار الى ابداء كل استعداد للمساعدة في تنفيذ المشاريع وزيادة حجم التمويل السنوي بعدما أعطى تقويماً جيداً عن الوضع. وأشار الى ان لبنان «أمام فرصة مهمة لتحسين وضعه في المرحلة المقبلة». وأعلن رئيس البرلمان نبيه بري أن مساعيه التوافقية في مدينة صيدا، حيث يتهيأ تيار «المستقبل» لخوض المعركة بمرشحين منه للمقعدين المخصصين للمدينة هما النائب بهية الحريري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة إذا عقد الأخير العزم على الترشح، «ليست انحيازاً وليست تدخلاً في صيدا». وكان بري بذل جهوداً من أجل ائتلاف بين النائب الحريري والنائب المعارض أسامة سعد. واجتمع النائب الحريري والسنيورة أول من أمس لتشجيعه على الترشح. وينتظر أن يظهر موقف السنيورة النهائي الاثنين. وفي سياق ترتيب لوائح «المستقبل» في بيروت، أعلن النائب محمد الأمين عيتاني، بعد لقائه الحريري في قريطم أمس، عزوفه عن الترشح في بيروت «لمصلحة تحقيق أكثرية نيابية لتيار المستقبل وحلفائه». ويأتي عزوف عيتاني فسحاً في المجال لترشح الوزير تمام سلام على لائحة «المستقبل». على صعيد آخر تضاربت المعلومات والتسريبات أمس عن صحة انعقاد اجتماع أقطاب قوى 14 آذار الأربعة الرئيس أمين الجميل وسمير جعجع والنائب الحريري ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، وفيما نفت مصادر الحريري حصول اللقاء، تحدثت مصادر أخرى بعضها قريب من القيادات المسيحية في «14 آذار» عن حصوله، مشيرة الى أن ثمة عقداً واشكالات في اطار التنافس بين الحلفاء تجري معالجتها بين الأقطاب، وتم التوصل الى حل لجزء منها، فيما يحتاج الجزء الآخر الى متابعة لحسم الموقف منه. وذكرت هذه المصادر أن الأقطاب الأربعة تناولوا الأمور في العمق. ورجحت أن تكون لائحة قوى 14 آذار في الشوف قد حسمت لمصلحة ضم النائب جورج عدوان اليها (القوات) بدلاً من الدكتور غطاس خوري (المستقبل). وفي وقت غلب التكتم على ما جرى الاتفاق عليه فإن العقد التي كانت قائمة قبل الاجتماع تتعلق بمدى قدرة الأقطاب على الاتفاق على ضم مرشح للكتائب في دائرة بعبدا (غابي سمعان) أو لحزب الوطنيين الأحرار (الياس أبي عاصي)، كما ان كلاً من الكتائب و «القوات» يقترح مرشحاً عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه، وإذ يحتاج الأمر الى حسم الموقف من الترشيحات في هاتين الدائرتين، اضافة الى دائرة البقاع الغربي وراشيا حيث تسعى «القوات» الى تسمية أحد المرشحين، من قبل الأقطاب الأربعة فإن هذا سيكون مقدمة لحسم الموقف من التنافس على الترشيحات في الشمال (البترون) وكسروان والمتن الشمالي، بين القطبين المسيحيين في الأكثرية، الجميل وجعجع في ضوء الصورة العامة التي تشمل الدوائر المختلطة.