استنكرت غالبية القوى السياسية في مصر توقيف شاب يدعى أحمد عرفة من أعضاء حركة «حازمون» المناصرة للشيخ السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل الذي استُبعد من انتخابات الرئاسة السابقة لحصول والدته على الجنسية الأميركية. وأثار أبو إسماعيل في الأيام الأخيرة جدلاً كبيراً بحصاره وأنصاره مدينة الإنتاج الإعلامي بزعم أن القنوات الفضائية تقود حملة لإسقاط الرئيس محمد مرسي، وأيضاً لما تردد عن صلته بالهجوم الذي استهدف حزب الوفد يوم السبت الماضي، فضلاً عن تهديدات لوسائل الإعلام والصحف وقوى المعارضة في الأيام الأخيرة. واستنفرت قوات الشرطة يوم الأحد الماضي لتطويق قسم شرطة الدقي بعدما أعلن أبو إسماعيل أنه سيتوجه إلى هناك، ما أثار مخاوف من حدوث احتكاك بقوة القسم، فتوجهت قيادات الوزارة وعلى رأسها وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين للتأكد من تأمينه، لكن أبو إسماعيل عاد عن دعوته للتوجه إلى قسم الشرطة لينفض الطوق الذي شل حركة المرور في حي الدقي. ودهمت قوات الشرطة فجر أمس منزل الشاب أحمد عرفة في حي مدينة نصر (شرق القاهرة)، وألقت القبض عليه، وخرجت والدته تتحدث في تسجيل مصور عن الاعتداء عليها أثناء توقيف ولدها وتحطيم محتويات في المنزل، ومصادرة بعض متعلقات نجلها وسيارته. وأعرب حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، عن رفضه الطريقة التي تم بها توقيف الناشط السلفي «والاستيلاء على سيارته ومتعلقاته والتعرض لأسرته». وقال القيادي في الحزب حسين إبراهيم في بيان إن «هذه الإجراءات تأتي ونحن على أعتاب الدستور الجديد الذي يجرّم اقتحام المنازل ويؤكد حرمة الحياة الخاصة للأفراد واشتمل على مواد متعددة تضمن عدم حدوث مثل هذه الإجراءات، كما أن ثورة يناير قامت ضد هذه الممارسات». وأضاف أن «هناك إجراءات قانونية وضبطية كثيرة يمكن اتخاذها من قبل وزارة الداخلية إن صحت تحرياتها حول الناشط أحمد عرفة، بما يضمن حرمة المنازل والحياة الخاصة ويؤدي أيضاً إلى إعمال القانون من دون العودة للممارسات الأمنية قبل الثورة». وقال الناطق باسم حركة «لازم حازم»، الداعمة لأبو إسماعيل، جمال صابر ل «الحياة»: «نستنكر هذا الأمر بشدة، لأنه لا تمكن العودة إلى النظام الإجرامي»، مشيراً إلى أن معلومات وردت عن اعتقال آخرين من بين أنصار الشيخ «لكن لن نصعّد في هذه المرحلة». وأعلن التيار الشعبي، الذي أسسه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، تضامنه مع عضو حركة «حازمون». وقال التيار: «رغم خلافنا السياسي الواضح، ورغم خلافنا مع الممارسات التي تمت من جانب أنصار أبو إسماعيل في شوارع مصر في الأسابيع الماضية، ومن بينها محاولة حصار مقر التيار، نعلن كامل تضامننا مع الناشط أحمد عرفة عضو الحركة ونرفض الاعتداء على حرمة منزله وعلى والدته، وندين اعتقاله». كما دانت حركة شباب 6 أبريل اعتقال عرفة والاعتداء على والدته، مؤكدة تضامنها معه، ورفضها الاعتداء على حرمة المنازل. وقالت الحركة في بيان: «ندين بشدة عودة هذه الممارسات القمعية الكريهة، وترويع الآمنين، والاعتداء عليهم على أيدي زوار الفجر من جديد». لكن وزارة الداخلية نفت عن نفسها تلك الاتهامات. وقالت في بيان إن ما تردد عن قيام الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على عرفة من دون وجه حق والتعدي عليه وعلى مسكنه «غير حقيقي». وأضافت أنه «في إطار قيام الأجهزة الأمنية بتنفيذ خطة الوزارة لضبط الأسلحة غير المرخصة، وردت معلومات أكدتها التحريات تفيد حيازته سلاحاً نارياً غير مرخص في مسكنه»، موضحة أنه تم تقنين الإجراءات واستئذان النيابة العامة لضبط وتفتيش مسكن عرفة، وقامت قوة أمنية باستهداف المسكن وتمكنت من ضبطه وبحوزته سلاح آلي وطلقات كان يخفيها في حجرة نومه. وتظاهر أمس عشرات من أقارب وأنصار عرفة أمام قسم شرطة مدينة نصر لمتابعة التحقيقات التي تجري معه، كما تجمع آخرون أمام محكمة مدينة نصر في انتظار انتهاء تحقيقات النيابة معه.