تنتقل الأخبار سريعاً بين العائلات العراقية حول اقتراب نهاية العالم، بل إن بعضها قرّر السهر ليلة الغد لمشاهدة الحدث الذي تحدثت عنه الحضارة السومرية القديمة، وذكره شعب حضارة المايا في حسابات رياضية فلكية. الكتابات المدوّنة على ألواح حجرية قبل نحو خمسة آلاف سنة، تحدثت عن الكوكب «نيبيرو» وتعني بالسومرية «الكوكب الزائر»، والذي سينتهي العالم بعد اصطدامه بالأرض في التاريخ المذكور. وتحدّثت الألواح السومرية أيضاً عن كائنات تدعى «أناناكي» جاءت إلى الأرض من «نيبيرو» إياه، وأن سكان الأرض كانوا يشاهدون هذا الكوكب مرة واحدة كل 3600 سنة. ولجأت أسر عراقية تتابع الأخبار حول نهاية العالم باهتمام شديد، إلى الشعوذة والتنجيم لكشف المستور، وبدأت النساء تبادُل التكهنات حول ما سمعنه من المنجمين حتى باتت نهاية الكون حدثاً مرتقباً في الجلسات العائلية وجلسات النميمة والمقاهي على حد سواء. خيال الأهالي ابتكر كثيراً من الأحداث طبقاً لما أورده بعض المنجمين، وبدأوا يتناقلون الأحاديث حول سقوط نيزك من السماء على الأرض، فيما قال آخرون إنه إذا تحقق الأمر قد تكون منطقة النجف آخر مكان ينتهي عنده العالم. بعض هذه الاعتقادات دفع شباناً عراقيين الى التجمع في مكان صحراوي في النجف لرصد النجوم في مساء الغد. وستغادر مجموعات تقطن بغداد والسليمانية وأربيل مدنها باتجاه النجف مع أجهزة «تلسكوب» لرصد حركة النجوم اليوم وغداً، ومعرفة تحركاتها المفاجئة في هاتين الليلتين. وسيعلن شبّان إنشاء أول تجمع فلكي عراقي للشباب إذا لم تصدق التوقعات واستمرت الحياة على كوكبنا، وفق ما يوضح أحمد أحد المشاركين في إحياء تلك الليلة. يقول: «قد لا ينتهي العالم في تلك الليلة، لكننا هيأنا الخرائط الفلكية وبدأنا رصد النجوم والكواكب في وقت مبكر وسنبقى نرصدها تفاعلاً مع الأسطورة السومرية القديمة». بعض الشباب يؤمنون بالعلم وآخرون بالخرافة، لكنهم سيتجمعون في قرية واحدة قريبة من الصحراء مع أجهزة تلسكوب لرصد الحدث الذي يرى كثيرون أنه مجرد كلام لمشعوذين قدماء. وثمة عائلات عراقية كثيرة حذّرت أبناءها من الخروج غداً وآثرت الاجتماع في المنزل لمواجهة ما قد يحصل، على رغم مخالفة كل هذا اللغط العقل والمنطق.