أكد مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع أن مخطط تحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية» للزحف على العاصمة الخرطوم من أجل الاستيلاء على الحكم بالقوة مصيره الفشل، فيما كشفت السلطات السودانية أنها تعتزم إغلاق حدودها قريباً مع تشاد وأفريقيا الوسطى بعد اغلاق ليبيا حدودها الجنوبية مع السودان. وتزامن ذلك مع إعلان جنوب السودان أن مفاوضاته الأمنية مع دولة السودان الجارية في أديس أبابا وصلت إلى «طريق مسدود»، بعد تمسك كل من الطرفين بمواقفه في القضايا الخلافية. وحمل نافع خلال لقاء جماهيري في دنقلا عاصمة الولاية الشمالية المتاخمة للحدود المصرية، في شدة على تحالف «الجبهة الثورية» الذي يضم «الحركة الشعبية - شمال» مع الحركات المسلحة في دارفور. ورأى أن من يراهنون على خطط المتمردين لإطاحة نظام الحكم في الخرطوم «لن يجدوا في الحركات المسلحة إلا سراباً». واتهم نافع أيضاً «نفراً من أبناء السودان» لم يسمهم ب «المشاركة في اجتماعات مع سفارات اجنبية ومتربصين وأعداء السودان ومنظمات صهيونية لإجهاض مشروع النظام الحاكم في السودان». وأضاف «أن منظمات المجتمع الغربي تجتمع للتآمر علينا في تدمير عقيدتنا ومبادئنا، لكن التآمر لن يصرفنا عن العمل الاجتماعي». وقال إن الرد على مثل هؤلاء يكون بإحياء معاني الدين. ووقّعت «الحركة الشعبية - الشمال» وفصائل التمرد الرئيسية في دارفور اتفاقاً العام الماضي يوحّد جهودها في العمل على اسقاط نظام الرئيس البشير وهددت بنقل النزاع من الأقاليم إلى العاصمة الخرطوم. إلى ذلك، قالت الخارجية السودانية إن إغلاق ليبيا حدودها الجنوبية مع السودان جاء بعد تشاور وتنسيق بين الخرطوموطرابلس. وكشفت ان إجراء مماثلا تعتزم الخرطوم اتخاذه قريباً مع تشاد وأفريقيا الوسطى. وقال وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان إن الغرض من الإجراء هو تأمين الحدود وحمايتها من تسلل «العناصر المتفلتة». وأشار إلى أنه «بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها ليبيا إبان الثورة أصبح هناك سلاح منتشر في المنطقة، الأمر الذي يحتّم ضبط الحدود»، مشيرا الى إن إعادة فتح الحدود يرجع إلى الحكومة الليبية باعتبار أنها من اتخذ قرار الإغلاق. وأوضح السفير السوداني في طرابلس حاج ماجد سوار أن الأسابيع المقبلة ستشهد نشر ثلاث كتائب من الجيش السوداني في ثماني نقاط حدودية مع ليبيا، في إطار اتفاق مع طرابلس لنشر قوات مشتركة على حدود الدولتين لضبط تسريب السلاح. وفي تطور لافت، ضبطت السلطات السودانية شبكة من الاستخبارات العسكرية تهرّب أسلحة وذخائر إلى حركات مسلحة. وكشف المحقق الجنائي أمام قاضي محكمة الإرهاب في الخرطوم معتصم تاج السر أمس أن معلومات توافرت للسلطات عن شبكة اجرامية منظمة تسرّب كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة الخاصة بالجيش والمتاجرة بها داخل وخارج ولاية الخرطوم، مشيراً إلى أن الشبكة تسرّب أسلحة وذخائر من مستودعات الجيش لبيعها.