واصلت اسرائيل ارسال رسائل التحدي للادارة الاميركية في شأن الاستيطان، وأعلن مسؤولون بارزون ان «البناء الاستيطاني سيتواصل في القدس والضفة الغربية حتى من دون اذن اميركي»، في حين شارك وزير الدفاع ايهود باراك باعادة تدشين كنيس في الحي الاسلامي في قلب القدس، كما اعلنت 20 عائلة يهودية عزمها الاستيطان قريبا في قلب حي سميراميس شمال القدسالشرقية. وردت الادارة الاميركية بتكرار موقفها الثابت بأن على إسرائيل أن توقف في شكل تام البناء في المستوطنات. وتزامن ذلك مع تلقي الرئيس حسني مبارك اتصالا هاتفياً من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في اطار مساعي كسر جمود عملية السلام. في غضون ذلك، انشغل المؤتمر العام السادس لحركة «فتح» امس باستكمال عملية الاقتراع التي مددت حتى الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (السادسة بتوقيت غرينتش) للافساح في المجال امام اعضاء المؤتمر من قطاع غزة للادلاء بأصواتهم عبر الهاتف. وكان مرشحو غزة طالبوا بتمديد عملية الاقتراح بعدما تبين ان 125 عضوا في المؤتمر من القطاع لم يتمكنوا من التصويت بحلول موعد اغلاق صناديق الاقتراع في الرابعة فجرا، وان الذين تمكنوا من التصويت هم 250 عضوا فقط. ويتوقع ان تستغرق عملية فرز الاصوات 18 ساعة بسبب كثرة عدد المرشحين، على ان تعلن النتائج اليوم. من جانبه، اعرب القيادي في حركة «حماس» محمود الزهار عقب محادثاته مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، عن امله في ان تستطيع «فتح» من خلال مؤتمرها ان تأتي «بقيادة جديدة تستطيع ان تدفع مسيرة الحوار الى نتائج ايجابية». واعلن ان مصر ستعقد اجتماعات مع وفدي «حماس» و«فتح» قبيل انطلاق الجولة المقبلة من الحوار في 25 الجاري لانهاء الملفات العالقة، مشيرا الى ان ملف معتقلي «حماس» لدى السلطة الفلسطينية في الضفة يمثل حجر عثرة امام اي مصالحة. في هذه الاثناء، واصل اقطاب الحكومة الاسرائيلية التصعيد في موضوع الاستيطان، اذ اعرب كل من نائب رئيس الحكومة، زعيم حزب «شاس» الديني ايلي يشاي ورئيس الكنيست القطب البارز في «ليكود» رؤوبين ريبلين خلال جولة في مستوطنة «معاليه ادوميم» شرق القدسالمحتلة ان مسألة البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة وفي منطقة «ايه 1» في القدس لا تحتاج الى ضوء اخضر اميركيا. وقال يشاي: «على اسرائيل ان تقوم بما تؤمن به، وسيفهم الاميركيون في نهاية الامر انه لم يكن امامنا مفر آخر، واننا نقوم بذلك على اساس التزام من الادارة الاميركية السابقة». من جهته، اعتبر ريبلين ان «الصراع على القدس يبدأ من معاليه ادوميم»، مضيفا ان على اسرائيل ان تطرح موقفا لا يقبل المساومة ردا على الموقف الاميركي من البناء في المنطقة «ايه 1». وعقب الناطق باسم السفارة الأميركية في تل أبيب على أقوال يشاي بالتأكيد ان الولاياتالمتحدة تكرر ما قالته في الماضي انه «من اجل إتاحة الظروف للتوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط ينبغي على إسرائيل أن توقف في شكل تام البناء في المستوطنات، وأن يتوقف الفلسطينيون عن ممارسة الإرهاب». وأضاف في حديث لموقع «وللاّ» الإخباري ان المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل دعا بشكل واضح إسرائيل إلى وقف البناء في مستوطنات الضفة.