على رغم أن مدينة نجران (جنوب غرب السعودية) تشتهر بكثرة الآبار ومياهها الجوفية، بيد أن انقطاع المياه المتكرر أصبح لازمة جديدة للمدينة في هذا العصر، بعدما ظلت طوال قرون تسقى وتسقي القوافل المارة بطرقها من مياهها الشهيرة بعذوبتها، لتصبح حالياً واحدة ضمن قائمة المدن السعودية التي تعاني من العطش جراء قلة المياه، وما زاد الطين بلة انتقال الانقطاع من حي لآخر. وتسبب شح المياه وتوقف ضخها لمنازل المواطنين وتكرار انقطاعها في اعتماد المواطنين على صهاريج المياه، والتي ارتفعت أسعارها إلى مبالغ كبيرة في استغلال واضح للأزمة. وقال المواطن أحمد آل عباس من سكان حي أبا السعود: «أهالي الحي ملوا الطريقة التقليدية لتوفير المياه من خلال صهاريج المياه وارتفاع أسعارها، إضافة إلى خطورة دخولها للمنازل لوجود الأطفال». من جهته، أكد محمد الشريف (أحد سكان الحي) أن توفير خدمة المياه أصبح ضرورة ملحة لسكان حي أبا السعود، نظراً إلى الكثافة السكانية وضيق الشوارع السكنية الأمر الذي يجعل الاستعانة بصهاريج المياه أمراً شديد الصعوبة، مضيفاً: «حي أبا السعود توجد به مواقع تاريخية مثل قصر الحكم والأسواق الشعبية القديمة التي تجذب الزوار من خارج المنطقة، وتوفير الخدمات بها ضروري وأولها تسريع إجراءات ضخ المياه». بدوره، كشف المدير العام للمياه في منطقة نجران المهندس محمد آل دويس أن عدد الأحياء التي تضخ المديرية المياه لها من مشروع جلب المياه من الربع الخالي بلغت 20 حياً، منها الفيصلية والأملاح والضباط والكنتوب والضيافة والخالدية وحي الأمير مشعل وأبوغبار الأثايبة الجنوبي والأثايبة الشمالي وشرق نجران. وأوضح آل دويس ل«الحياة» أمس، أن أحياء الموفجة وزور وادعة وزور العماري وزور آل الحارث والصفا وشعب بران ونهيقة ورجلا وآل جعفر والقابل يتم الضخ إليها من الآبار الموجودة بوادي نجران. وبيّن أنه يتم ضخ 36 ألف متر مكعب يومياً من المشروع منها 25 ألف متر مكعب للشبكات و11 ألف للأشياب، وأن زيادة الكميات تتم في شكل تدريجي بحسب قدرة الشبكات على استيعاب الكميات التي يتم ضخها. ولفت إلى أن حقل الآبار الذي يغذي المشروع يقع على بعد 130 كيلومتراً شرق مدينة نجران، إذ يتم ضخ المياه من آبار المشروع والبالغ عددها 17 بئراً وستكون قادرة على توفير 50 ألف متر مكعب يومياً. صرف 56 مليون ريال لملاك العقارات المنزوعة استكملت أمانة منطقة نجران صرف التعويضات الخاصة بنزع ملكيات العقارات الواقعة على امتداد طريق أبي بكر الصديق الواقع في وسط المدينة. وأوضح أمين منطقة نجران المهندس فارس الشفق في بيان صحافي أمس، أن مبالغ التعويضات بلغت 56.031.531 مليون ريال مضافة إلى ما تم صرفه سابقاً لمصلحة نزع ملكيات العقارات الواقعة على امتداد الطريق ذاته، والتي تبلغ 19.982.695 مليون ريال.