يتوقع قياديون في حزب «حركة مجتمع السلم» الإسلامي الجزائري المعروف اختصاراً باسم «حمس»، أن يعلن خلال اجتماع مقرر اليوم لمجلس شورى الحركة، قرارات فصل نهائية بحق ما لا يقل عن 3 في المئة من أعضاء الحركة في الولايات الذين أعلنوا التحاقهم بانشقاق «الدعوة والتغيير» الذي يقوده عبدالمجيد مناصرة النائب السابق لرئيس الحركة أبو جرة سلطاني. وستعقد الحركة التي تعد أكبر فصيل مرتبط بجماعة «الإخوان المسلمين» في الجزائر، مؤتمرها العام الصيفي في نهاية أعمال مجلس الشورى، بحضور المراقب العام السابق ل «الإخوان» في سورية منير الغضبان وقياديين في أحزاب إسلامية من المغرب وموريتانيا، رغبة من سلطاني في «إشهادهم» على رفض أتباع مناصرة، وهو أيضاً وزير سابق، «دعوات الصلح الموجهة إليه». وأدت الخلافات داخل الحركة إلى استقالة سلطاني من الحكومة التي كان يشغل فيها منصب وزير دولة من دون حقيبة. وأعلنت الحركة جهوداً واسعة منذ أيار (مايو) الماضي تاريخ عقد آخر اجتماع لمجلس الشورى، وأطلقت حملات «تصالحية» من أجل وقف النزيف. وينتظر أن يعلن المجلس اليوم خلال اجتماعه في بومرداس (50 كلم شرق العاصمة) قرارات نهائية بالفصل في حق مئات من المنضوين في «حركة الدعوة والتغيير» بعد فشل هذه المساعي. وينظر المجلس في تقريرين داخليين: الأول لممثل المكتب الوطني في لجنة الصلح عبدالرزاق مقري عن نتائج الاتصالات الأخيرة مع تيار «الدعوة والتغيير» وتسربت أنباء أنه يحمل نتائج سلبية، ما يسرع بإصدار قرارات تأديبية، والثاني تقرير سياسي يقدمه سلطاني يتناول خطته لدخول انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وعشية اجتماع مجلس الشورى، رفض مناصرة مسبقاً أي دعوات للصلح. وأكد أن قرار الانفصال عن «حمس» لا رجعة فيه، «لأننا نعتقد أن حمس أصبحت تفتقد الصدقية». وقال إن لا مجال للوحدة مع قيادة سلطاني «بعدما اتخذت كل الإجراءات الاستفزازية في حق قيادات، وليس ثمة رغبة حقيقية في التوحيد وإصلاح الوضع». وفي المقابل، شدد سلطاني على فتح باب العودة أمام من يرغب من المنشقين. وقال: «هؤلاء شقوا عصا الطاعة وأعلنوا تشكيل إطار وكتبوا أسماءهم... زلة سياسية مغتفرة إذا فكروا وعادوا»، على رغم أنه سارع إلى إقصاء تسعة قياديين من تمثيل الحركة في البرلمان، وهم: علي سعداوي والطاهر زيشي وفريد هباز من مجلس الأمة (الغرفة العليا)، وبوزيد شيباني وبوفاتح بن بوزيد وعبدالمجيد مناصرة وعبدالرزاق عاشوري وإبراهيم خوجة وعبدالحميد بن سالم من المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى). و تعمد سلطاني أن يفتتح صبيحة الخميس المقبل فعاليات الجامعة (الجمعية العامة) الصيفية التاسعة للحركة مباشرة بعد نهاية أعمال مجلس الشورى. وعزا قريبون منه هذا الخيار إلى «إشهاد» قياديين في أحزاب «إخوانية» على رفض مناصرة جهود الصلح. ومعلوم أن معركة الطرفين خارج الجزائر أكثر حدة من الداخل لكسب تأييد المرشد العام ل «الإخوان» المصري مهدي عاكف. ويرتقب أن يحضر هذا المؤتمر أكثر من 1400 مشارك يمثلون الهياكل التنفيذية المحلية للحركة، وكذلك القائمين على العمل التربوي في الولايات. ودعت الحركة الغضبان والأمين العام السابق ل «حزب العدالة والتنمية» المغربي الدكتور سعد الدين العثماني، والقيادي في «الاتحاد الكردستاني» مثنى أمين الكردستاني، وعضو المكتب السياسي لحركة «حماس» أسامة حمدان، ورئيس حزب «تواصل» الموريتاني محمد جميل ولد منصور.