جمع عدد من النجوم والمشاهير مواهبهم مساء الأربعاء في ساحة ماديسون سكوير غاردن بنيويورك، في إطار حفلة تاريخية يذهب ريعها لمنكوبي الإعصار «ساندي»، فغنى بول ماكارتني مع نيرفانا، وبروس سبرينغستين مع جون بون جوفي، فيما تلقت الممثلة سوزان ساراندون مع تشيلسي كلينتون التبرعات عبر الهاتف. وافتتح بروس سبرينغستين وفرقته «إي ستريت باند» الحفلة بأغنيات «لاند أوف هوب أند دريمز» و «ريكينغ ذي وول» و «ماي سيتي ان روينز» (مدينتي باتت خراباً) التي أخذت معنى إضافياً خاصاً. وقال سبرينغستين الملقب «ذي بوس»: «إنها أغنية كتبتها في الأساس للمدينة التي احتضنتني» آشبوري بارك في نيوجيرسي. وقد تعرضت هذه لأضرار كبيرة بسبب «ساندي». وبعد أكثر من خمس ساعات اختتم المغني البريطاني وأحد مؤسسي فرقة «ذا بيتلز» الأسطورية بول ماكارتني الحفلة امام 13 الف شخص، ترافقه اولاً ديانا كرول على البيانو ومن ثم جيف غرول وكريست نوفويليتش، العضوان المتبقيان من فرقة «نيرفانا» لأداء أغنية أُلّفت خصيصاً للحفلة. وقال ماكارتني على خشبة المسرح: «قبل فترة قصيرة طلب مني أشخاص أن أقوم بعمل معهم. لم يكونوا قد عملوا معاً منذ سنوات، فأدركت أنني وسط إعادة تشكيل لفرقة نيرفانا». وقبل ذلك، صعد إلى خشبة المسرح روجر ووترز، عازف الباص السابق في فرقة «بينك فلويد»، وفرقة «هو» وفرقة رولينغ ستونز مع ميك جاغر. وقال الأخير ممازحاً على المسرح: «إنها على الأرجح أكبر مجموعة من الموسيقيين الإنكليز المسنين يحيون معاً حفلة في ماديسون سكوير غاردن». وصعد على خشبة المسرح أيضاً بيلي جويل وأليشيا كيز وكريس مارتن في أغنية ثنائية مفاجئة مع مايكل ستايب (آر إي أم) وادي فيدير وشون كومبز وكاني ويست، وكذلك الفكاهيان جون ستيوارت وسسيف كولبيرت والممثل الكوميدي آدم ساندلر. ومن بين المشاهير الذين تلقوا الاتصالات الهاتفية في إطار التيليتون الذين نظم، تشيلسي كليتون وسوزان ساراندون وووبي غولدبرغ ونجما مسلسل «سوبرانوز» و «30 روك» جيمس غاندولفيني وكينيث بارسيل. وجلس في القاعة الحاكم الجمهوري لولاية نيوجيرسي كريس كريستي الذي ارتفعت شعبيته بشكل صاورخي في الأسابيع الأخيرة، ونظيره في ولاية نيويورك أندرو كومو. وقد بثت الحفلة مباشرة 37 محطة تلفزيونية في الولاياتالمتحدة ومواقع إنترنت بتقنية ستريمينغ وإذاعات. وستبثها لاحقاً نحو 200 محطة تلفزيونية عبر العالم، على ما قال المنظمون، الذين قدروا أن نحو بليوني شخص سيشاهدونها. وبيعت بطاقات الحفلة التي ذكّرت بتلك التي نظمت بعد هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 بسرعة كبيرة، وأعيد طرح بعضها للبيع عبر الإنترنت أحياناً بسعر 10 آلاف دولار. وسيذهب ريع الحفلة وكل المنتجات المرتبطة بها الى منظمة «روبن هود». وصرّح مدير المنظمة ديفيد سازلمان مساء الأربعاء، أن «عشرات آلاف الأشخاص قدموا تبرعات»، موضحاً أن الأموال التي جمعت «ستوزع في غضون أيام وأسابيع وأشهر لا سنوات». يذكر أن الإعصار «ساندي» ضرب الساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة في 29 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وأودى بأكثر من 120 شخصاً وأدى إلى هدم أو إلحاق أضرار بمئات آلاف المساكن والشركات فضلاً عن الكثير من البنى التحية. وبعد سبعة أسابيع على ذلك، لا يزال عشرات آلاف الأشخاص من دون كهرباء أو ماء ساخن أو تدفئة أو الثلاثة معاً. وينبغي أيضاً إيجاد مساكن على المدى الطويل لآلاف من سكان مناطق ساحلية منكوبة. وفي السابع من كانون الأول (ديسمبر) الجاري طلب البيت الأبيض من الكونغرس مبلغ 60.4 بليون دولار لمساعدة الولايات الأكثر تضرراً.