أوردت وسائل إعلام تركية امس، أن تشريح جثمان الرئيس الراحل تورغوت أوزال الذي توفي خلال توليه الرئاسة عام 1993، أظهر وجود آثار لسمّ، لكن لم يجزم بفرضية تسميمه وأن ذلك أدى الى وفاته. وأفادت وكالة أنباء الأناضول بأن «مجلس الطب الشرعي استكمل بحوثه لتوضيح الشكوك في اسباب موت الرئيس السابق، وسيسلم النتائج الى القضاء». ونقلت شبكة «ان تي في» عن مصادر قريبة من التحقيق انه «عُثر على مواد سمّية، لكن الخبراء لم يتمكنوا من الاستنتاج بأن التسمم هو سبب الوفاة». ونقلت صحيفة «حرييت» عن مسؤول تركي ان «الخبراء وجدوا مواد سامة في الرفات، لكن هذه السموم موجودة بكميات يمكن رصدها في جسم أي انسان». وكانت صحيفة «صباح» الموالية للحكومة أوردت السبت الماضي ان آثار السم التي وُجدت عند إجراء التشريح، قليلة لدرجة لا تكفي للتسبب بوفاته. ونقلت عن تقرير لمجلس الطب الشرعي ان «كميات ضئيلة» من مبيد الحشرات «دي دي تي» ومعدن الكادميوم الثقيل ومادتي البولونيوم والاميرسيوم المشعتين، رُصدت في الرفات. وأضاف التقرير انه يمكن تفسير وجود مادة «دي دي تي»، باستخدامها كثيراً في تلك الفترة، فيما قد تكون السموم الأخرى دخلت الجسم من خلال التربة. وأُخرج جثمان اوزال مطلع تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، بعد اصدار الادعاء مذكرة لإجراء فحوص للسموم، اذ يعتقد أفراد من عائلته بتسميم الرئيس السابق، وهو من اصل كردي وسعى لدى وفاته الى التفاوض على تسوية لإنهاء النزاع مع متمردي «حزب العمال الكردستاني». وعزّز الجدل تناقض تقارير شهود عيان في شأن يوم وفاة اوزال الذي اصبح ثامن رئيس لتركيا عام 1989. وعندما توفي في مكتبه عن 65 سنة، قيل ان سبب وفاته هو نوبة قلبية. لكن ثمة إشاعات بأن اوزال الذي نجا من محاولة اغتيال عام 1988، قتله متشددون في «الدولة العميقة»، وهو تعبير يُطلق على الممسكين بزمام الحكم في تركيا آنذاك، وخصوصاً الجيش. وكان أوزال الذي أبعد بلاده عن الحكم العسكري في ثمانينات القرن العشرين، وساعدت إصلاحاته الاقتصادية في تشكيل تركيا الحديثة، خضع لعملية قلب مفتوح في الولاياتالمتحدة عام 1987، ما أدى الى اعتلال وضعه الصحي.