على غرار التسجيلين السابقين لإعدام تنظيم "الدولة الإسلامية" للصحافي جيمس فولي والمصوّر ستيفن سوتلوف، هدد الرجل الملثم الذي يظهر في فيديوات الإعدام، في شريط إعدام البريطاني ديفيد هينز، بقتل رهينة جديدة، بريطاني أيضاً اسمه آلان هيننغ. فمن هو هيننغ، التالي على لائحة الرهائن المحتجزين لدى التنظيم المتشدد والذين ينتظرون مصيرهم. ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن هيننغ هو سائق تاكسي من منطقة مانشستر الكبرى احتجزه عناصر "داعش" بعد انضمامه إلى أصدقائه المسلمين لتوزيع مساعدات على المحتاجين في سورية. وأصدر مكتب الشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث صورة لهيننغ بطلب من أسرته، تظهره وهو يعمل في مخيم للاجئين على الحدود السورية- التركية. وتطوّع هيننغ الذي يصفه أصدقاؤه ب "صاحب القلب الكبير"، للانضمام إلى مجموعة متطوعين مسلمين بريطانيين، جمعوا المال لشراء معدّات طبية وسيارات إسعاف لمستشفى في إدلب شمال غربي سورية. وتوجّه المتطوعون ضمن قافلة إلى سورية في عطلة الميلاد الماضية، لكن ملثّمين أوقفوهم على الحدود التركية وفصلوا هيننغ (47 سنة) عن أصدقائه الذين أطلق سراحهم وعادوا إلى بريطانيا. وكانت هذه رحلة هيننغ الثانية إلى سورية بعد زيارة سبقتها بتسعة أشهر. ونقل عنه أصدقاؤه إصراره على الذهاب إلى سورية مجدداً لأنه شعر برغبة جامحة في المساعدة، وفضّل ذلك على قضاء الميلاد مع زوجته وولديه. وقالت معدّة الأفلام الوثائقية في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" كاترين نيه التي التقت هيننغ أثناء توضيبه المساعدات المعدّ نقلها إلى سورية في سالفورد إنه كان رجلاً ظريفاً وكان يطلق النكات أثناء الحديث. وأخبر هيننغ نيه أنه سبق أن ذهب ضمن قافلة مساعدات إلى سورية وأن أصدقاءه ألهموه للذهاب وتقديم المساعدة. وقالت: "إنه سائق تاكسي وليس عامل إغاثة محترفاً"، مضيفاً أنه "بات ينظر إلى العالم من منظار آخر بعد عودته من رحلته الأولى وإنه شعر برغبة جامحة في العودة إلى سورية". غير أن السلطات البريطانية حذرت هذا العام المسلمين البريطانيين الذين ينقلون مساعدات إلى سورية بعد شبهات أثيرت حولهم ومنعتهم من التوجه إلى سورية تحت أي ظرف كان.