تبنت حركة «فتح» في مؤتمرها المنعقد في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية برنامجاً سياسياً جديداً اتسم بالاعتدال، لكنه يرفض يهودية الدولة العبرية ويؤكد خيارات النضال المشروعة دولياً مع تركيز خاص على النضال الشعبي. وقال الناطق باسم المؤتمر نبيل عمرو ان البرنامج السياسي الذي تبناه المؤتمر هو البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي ينص على اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس على الاراضي المحتلة عام 1967، وحق عودة الاجئين. وينص البرنامج على ان حركة «فتح» حركة مقاومة، وان من حقها ان تستخدم وسائل النضال المختلفة التي ضمنتها الشرعية الدولية. وقال الدكتور نبيل شعث الذي كتب نص البرنامج ان البرنامج وضع محددات للمفاوضات من اهمها انه لا يجوز ان تبدأ قبل ربطها بتقدم حقيقي على الارض، مثل وقف الاستيطان وازالة الحواجز ووقف الاجتياحات والعودة الى مواقع ما قبل 28 ايلول (سبتمبر)، اي بعد اندلاع الانتفاضة. واضاف انه «منها ايضاً يجب ان تجري المفاوضات على اساس الشرعية الدولية، ووضع جدول زمني واضح، ورفض تأجيل قضيتي القدس واللاجئين، ورفض الدولة ذات الحدود الموقتة، ورفض الاعتراف باسرائيل دولة يهودية، والاصرار على مشاركة دولية في المفاوضات». ونص البرنامج على ممارسة النضال الشعبي السلمي «وانواع النضال التي ابتدعتها انتفاضة الحجارة، وانتفاضة الجدار، خصوصاً في قرى بعلين ونعلين والمعصرة وغيرها ... واشكال مختلفة للنضال بما فيها السياسي والديبلوماسي والمفاوضات». وتابع: «النضال في المرحلة الحالية هو نضال شعبي، لكن ذلك لا يلغي اشكال النضال الأخرى التي هي تاريخنا وحقنا بموجب القانون الدولي». وقال ان البرنامج يؤكد التزام السلام والعملية السلمية. وبدت حركة «فتح» موحدة سياسياً، اذ لم تسجل اعتراضات تذكر على البرنامج السياسي. وقال احد الاعضاء: «فتح متفقة سياسياً، لكنها منقسمة في شأن الأشخاص».