سارت الانتخابات الداخلية في مؤتمر حركة «فتح» امس ببطء شديد بسبب استخدام النظام اليدوي لاختيار عدد كبير من المرشحين لعضوية المجلس الثوري (89 عضواً) واللجنة المركزية (18 عضواً). وينافس على مقاعد «الثوري» اكثر من 600 مرشح، وعلى مقاعد اللجنة المركزية نحو 100 مرشح. ويطلب النظام الانتخابي من كل ناخب من اعضاء المؤتمر، وعددهم اكثر من 2300 عضو، اختيار 89 مرشحاً للمجلس الثوري و18 مرشحاً للمركزية. ويتحتم على كل عضو أخطأ في كتابة اسم واحد من هذا العدد الكبير من الاسماء (108 اسماء) ان يعيد كتابة الورقة مع كامل الاسماءال 108 من جديد. وقال اعضاء في المؤتمر ان عملية التصويت استغرقت الواحدة منها 22 دقيقة في الحد الادنى ونصف ساعة في الحد الاقصى. وفتح باب الاقتراع عند الرابعة عصراً بالتوقيت المحلي (الثانية بعد الظهر بتوقيت غرينتش)، على ان يغلق عند الثانية فجراً بتوقيت القدس. وانتخب اعضاء المؤتمر في قطاع غزة عن بعد بصورة الكترونية وفق نظام صممه مستشار الرئيس لشؤون تكنولوجيا المعلومات الدكتور صبري صيدم. وقال مشاركون ان كل عضو في المؤتمر من قطاع غزة ادلى بصوته في رسالة نصية عبر الهاتف الخلوي، يتبعها بتدقيق على الهاتف، ثم رسالة عبر الفاكس. وفتح باب الاقتراع لأعضاء المؤتمر قطاع غزة في وقت مبكر. وظهرت امس خمسة معسكرات متنافسة في المؤتمر هي: معسكر الرئيس، ومعسكر مروان البرغوثي، ومعسكر جبريل رجوب، ومعسكر محمد المدني ومعسكر محمد دحلان. ومن ابرز اركان معسكر الرئيس كل من رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون وعضو اللجنة المركزية محمد غنيم (ابو ماهر) وصائب عريقات ونبيل عمرو. ومن ابرز اركان معسكر مروان البرغوثي كل من محمد الحوراني وقدورة فارس وجمال حويل. ومن معسكر دحلان كل من حسين الشيخ وتوفيق الطيراوي. وظهر معسكر محمد المدني، وهو محافظ سابق، في المؤتمر بفعل نفوذه في التعبئة والتنظيم، وهي الدائرة التي رتبت للمؤتمر. كما ظهرت تحالفات بين اعضاء اللجنة المركزية القديمين مثل عباس زكي وغيره. وتتقاطع بعض هذه المعسكرات مع بعضها مثل معسكر مروان البرغوثي ومعسكر جبريل رجوب، لكن كثيراً منها يتفق على مناهضة معسكر دحلان. وخاض غالبية اعضاء اللجنة المركزية القديمة الانتخابات باستثناء خمسة، اثنان منهم لأسباب سياسية هما فاروق القدومي ومحمد جهاد المقيمان في تونس واللذان اعتبرا عقد المؤتمر غير شرعي، فيما امتنع هاني الحسن وصخر حبش وزكريا الآغا عن خوض الانتخابات بسبب السن او المرض او اعطاء فرصة للاجيال الشابة. وبدا من الصعب التكهن بفرص المرشحين في الفوز بسبب تداخل الاجيال والمعسكرات. واضاف النظام الانتخابي تعقيداً جديداً امام محاولات المراقبين التنبؤ بفرص المرشحين، اذ اشترط على كل ناخب اختيار عدد يساوي عدد اعضاء المجلس الثوري واللجنة المركزية (89 عضواً للثوري و18 للمركزية). وقال اعضاء في المؤتمر ان التعليمات الصادرة من المعسكرات المتنافسة تطلب من انصارها تعبئة الاسماء الناقصة من مرشحين ذوي فرص اقل، الأمر الذي قد يعزز فرص بعض الضعفاء في هذه الانتخابات.