لا يبدو أن الوقت حان لتقبل المجتمع فكرة أن يعمل السعودي نادلاً في فندق، إذ إن معظم طلاب كلية السياحة في جامعة الملك سعود وجدوا صعوبات كبيرة في إقناع آبائهم بدخول هذا المجال، وإيضاح أنه عمل شريف يدعم السياحة الداخلية في المملكة، مع رغبتهم الحقيقية في خوض التجربة فعلياً، بعد أن درسوا نظرياً إيجابيات السياحة كصناعة وخطواتها الأولى في الكلية. بدأ الطالب شادي المطيري الذي منحته كليته الفرصة لتطبيق ما درسه في فندقي الفيصلية والخزامى، حديثه بأنه يرغب في أن يكون نادلاًً شخصياً لخدمة النزلاء في الفنادق، «فمسألة العيب الاجتماعي تقلصت بشكل كبير، نظراً للمميزات التي يحظى بها العاملون في الخدمة الفندقية، من ناحية الرواتب والمكانة الاجتماعية سواء محلياً أو خارجياً». أما مشاري العودان، فذكر أن التدريب في الخدمات الفندقية أضاف له الشيء الكثير، خصوصاً في المنزل من ناحية ترتيب الغرف وتنظيم المائدة، وذلك نتيجة لانعكاس التدريب العملي الذي يتلقاه على حياته الخاصة. من جهته، أوضح المدير العام للموارد البشرية في فندق الفيصلية عبدالله الرشيد، أن هناك اقتراحاً لتدريب الشباب من طلاب كلية السياحة في السنة النهائية في الجامعة بأحد الفنادق العالمية خارج المملكة، على أن تختار عائلة الطالب إما دفع كلفة تذكرة الطيران أو الإقامة، فيما تتكفل كلية السياحة بالمصاريف الأخرى، مشيراً إلى أن التدريب يجب أن يطبق على جميع التخصصات، لدعم قدرات الطلبة عند خروجهم إلى سوق العمل. وأضاف أن الفندق سيقيم دورة للعاملين كنادلين تحت إشراف أشهر العاملين في القصور الملكية العالمية لمدة أسبوعين، للتدرب على تلبية حاجات النزيل، من تجديد المواعيد والاجتماعات أو حجوزات الطيران، وتنظيف الملابس إلى ترتيب الشنط، مشيراً إلى اتجاههم لتأنيث بعض الأقسام، في إطار دعم العنصر النسائي بفرص وظيفية كنادلات. من جانبه، لفت مدير التدريب محمد البردعي إلى أهمية اللغة الانكليزية والحاسب الآلي، موضحاً أن جميع الطلاب المتقدمين للتدريب في فندقي الفيصلية والخزامى خضعوا لمقابلات شخصية، لمعرفة ميول كل طالب وكيفية تصرفه في الحالات المختلفة مع النزلاء في الفندق، مشيراً إلى أن هناك طلاباً انعكست مسألة التدريب العملي على حياتهم الخاصة في المنزل، فأصبحوا يوجهون أسرهم أثناء ترتيب منازلهم. وعن نوعية التدريب الذي يتلقاه الطلاب، ذكرت مستشار العلاقات العامة في الفيصلية راندا صعب، أن تدريب الشباب على الخدمة الفندقية يعرف الطلاب على احدث الطرق العالمية في الخدمات الفندقية، وتقديمهم لسوق العمل بشكل احترافي للخدمة كل في مجال تخصصه، موضحة أن النادل الشخصي يهيأ ليكون في أعلى مستوى من الرقي واللباقة والاحترافية في خدمة لكبار الشخصيات. يذكر أن كلية السياحة والآثار التي رأت النور منذ سنتين دربت العام الماضي 21 من طلابها على أسس علمية كما هي في الدول المتطورة في مجال الفنادق والسياحة، ما ينعكس إيجاباً على مفهوم الطلبة وزيادة عددهم، وبالتالي التقليل من استقدام العمالة، كما تنظر الفنادق في إمكان الاستعانة بطلاب كلية السياحة والآثار (التخصص الفندقي)، لسد النقص في الفترة المسائية.