دخلت واشنطنوطهران على خط الازمة بين الحكومة الإتحادية في العراق وإقليم كردستان، وبدا واضحاً أنهما تسعيان إلى تسوية النزاع للمحافظة على الإستقرار في بلاد الرافدين، فليس من مصلحة اي منهما تطور الخلاف إلى حرب بين بغداد وأربيل اللتين حشدتا قواتيهما في المناطق المتنازع عليها. إلى ذلك واصل رئيس البرلمان اسامة النجيفي جهوده لانهاء الازمة، وأرسلت وزارة «البيشمركة» الكردية «خطة سلام» الى الحكومة المركزية، وعاد الوفد المفاوض الى بغداد. وأبلغ النجيفي إلى رئيس الوزراء نوري المالكي أمس موافقة رئيس الاقليم مسعود بارزاني على خطة تقضي ب «انسحاب الجيش من المناطق المتنازع عليها بإشراف إدارة مشتركة من الشرطة الاتحادية والقوات الكردية». إلى ذلك، أبلغت طهران إلى رئيس الجمهورية جلال طالباني انها «تدعم جهوده لإيجاد حل سلمي للازمة من خلال الحوار الوطني». وأكد السفير الايراني في بغداد حسن دانائي فر خلال لقائه طالباني امس حرص بلاده «على استقرار وأمن العراق ودعم العملية السياسية لاجتياز المراحل الصعبة». وأفاد بيان ان «الطرفين تطرقا الى آخر المستجدات والمتغيرات على الساحة العراقية والاقليمية، وأشار طالباني الى مواصلة الجهود الكفيلة بإنهاء المشاكل وتضييق رقعة الخلافات». أما الولاياتالمتحدة فواصلت جهودها الرامية الى احتواء الازمة، وزار بغداد امس نائب وزير الدفاع اشتون كاتر، والتقى المالكي فور وصوله، فيما أعلنت وزارة «البيشمركة» أنها «أرسلت خطة سلام الى بغداد من خلال مكتب التعاون الأمني للجيش الاميركي في العراق». وأكد وزير «البيشمركة» شيخ جعفر شيخ مصطفى خلال لقائه نائب مدير مكتب التعاون الأمني للجيش الأميركي الجنرال مارتن ان «تحريك قوات البيشمركة هو لأغراض دفاعية»، مشدداً على أن الاكراد «يريدون العيش في عراق ديموقراطي من دون مشاكل». لكنه وجه انتقادات حادة الى المالكي، معتبراً انه «يريد حل المشاكل من طريق السياسات المتشنجة والتهديد وإستخدام الجيش، وهذه السياسة تعود بنا إلى عهد نظام الحكم السابق الذي كان يؤمن دائماً بنظام الحكم الفردي، لذا فإن الاكراد مستمرون في عملهم لاستتباب الأمن والسلام في المنطقة». وطالب واشنطن ب «ضمانات كافية لأنهم (الاكراد) لا يستطيعون ترك حقوقهم الدستورية أكثر من ذلك». ووصل الى بغداد مساء اول من امس وفد كردي برئاسة برهم صالح والتقى الرئيس النجيفي. ووصلت المفاوضات بين بغداد والأكراد الى طريق مسدود الاسبوع الماضي بسبب تمسك الطرفين بمواقفها، اذ رفض المالكي حل قوات دجلة، فيما اكد الاكراد ان «لا مفاوضات قبل تسريح هذه القوات». لكن الوضع شهد نوعاً من الحلحلة بعد تدخل واشنطن وإيران، وبعد الجهود البرلمانية التي يقودها النجيفي.