قبل تولي المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو قيادة الدفة الفنية لنادي ريال مدريد الإسباني في موسم 2010-2011، كان الحارس أيكر كاسياس يلقب ب«القديس» لأنه يمنح «الريال» والمنتخب السلام من خلال «المستديرة»، ولم يكن إيكر قابلاً للمس فهو رجل العرين الأول، ومصدر الأمان في كل الأوقات. ولكن قصص «الأبطال» تمر في بعض الأحيان بما لا يتلاءم مع المسيرة، كأن تكون حارساً كبيراً، ثم تجد نفسك بإشراف المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، فالأخير لا يأبه إلا بما يراه في التدريبات، فاتخذ قراره الذي وجده كثيرون «طائشاً»، فيما اعتبره آخرون صائباً، بل إنه صائباً إلى حد اكتشاف الوجه الحقيقي «لموهبة كاسياس». قراراً مثل هذا كان كفيلاً بأن يضع «سبيشل ون» أمام حرباً ضروساً مع الإعلام الإسباني، خصوصاً عندما تسارعت قرارات مورينيو لدرجة رغبته نزع شارة القيادة من «القديس»، وتسليمها لتشافي الونسو، قبل أن يتراجع عن خطوته «الشائكة» لتتصاعد نيران «الخلافات» بين المدرب البرتغالي وحارسه الإسباني بسبب تسريبات من «كاسياس» للصحافيين المقربين منه لما يحدث داخل غرفة الملابس المنقسمة لفريقين، الأول يضم الثنائي الإسباني كاسياس وسيرجيو راموس والمدافع البرازيلي مارسيلو وكذلك لاعب الوسط البرتغالي كريستيانو رونالدو ومواطنه المدافع كليبر بيبي، بينما يضم الفريق الثاني الألمانيين سامي خضيره ومسعود أوزيل والثنائي الإسباني الفارو أربيلوا وتشافي ألونسو ويحظون بدعم مدرب الفريق البرتغالي. مورينيو المقدام تصدى لمهمة إيقاف «نشر غسيل الملكي» بفضحه قصة تسريبات كاسياس كاملة في أحد المؤتمرات الصحافية، ما جعل المدرج المدريدي يشتعل غضباً ضد القائد الإسباني ومطالبة - في الوقت ذاته - إدارة النادي الملكي بتسريحه، خصوصاً بعد إشادته في أكثر من مرة بما يقدمه غوارديولا مع الفريق مع برشلونة ذلك الحين، نكاية بمدربه مورينيو. لتسنح بعد ذلك الفرصة لمورينيو في إبعاد «القديس» عن الفريق الكروي الأول حين أصيب في كرة مشتركة بينه وبين الفارو أربيلوا في مباراة فالنسيا ضمن مباريات «الليغا» واتهم حينها المدافع الإسباني من بعض الصحافيين الإسبان بتعمد إصابة كاسياس بطلب من المدرب البرتغالي مورينيو. وبالفعل استغل مورينيو الفرصة بأفضل صورة ممكنه حين جلب حارس إشبيلية الإسباني دييغو لوبيز الذي سبق له اللعب في صفوف ريال مدريد في موسم 2007-2008، وقدّم بعد عودته لملعب البرنابيو مستويات فنية عالية جعلته يكسب رضا «المدريديستا» منذ وقت باكر. و بعدما فضل مورينيو مغادرة أسوار القلعة الملكية في نهاية موسم 2013-2014، فاجأت إدارة ريال مدريد جماهير النادي بالسماح للاعب الوسط مسعود أوزيل بالانتقال إلى فريق أرسنال الإنكليزي. وفي صيف هذا الموسم كثرت أنباء رحيل كاسياس عن صفوف النادي الملكي والإبقاء على دييغو لوبيز، إلا أن إصرار كاسياس على البقاء فتح الباب لخروج لوبيز صوب مدينة ميلانو الإيطالية تحديداً لفريقها ميلان، ومن ثم تعاقدت إدارة فلورنتينو بيريز مع حارس ليفانتي الكوستاريكي كايلور نافاس كبديل له، قبل أن تعطي الثنائي الإسباني الفارو أربيلوا والألماني سامي خضيره الضوء الأخضر للرحيل عن قلعة برنابيو وتسهل عملية انتقال لاعب الوسط تشافي ألونسو لصفوف بايرن ميونيخ في عملية انتقال صدمت المدريديستا، على اعتبار أن الونسو يعتبر حجر الزاوية في التشكيلة المدريدية، ناهيك عن الوقت «الطويل» الذي استغرقته مفاوضات تجديد عقده في الموسم الماضي. وعلى رغم خروج ألونسو في مؤتمر صحافي يؤكد من خلاله أن الرحيل عن العاصمة مدريد جاء برغبته، لأنه غير قادر على العطاء لفريق بحجم ريال مدريد، إلا أن المدريديستا منقسمون بين فريق يظن أن سياسة ريال مدريد في سوق الانتقالات الصيفية تتعلق بما يحتاجه الفريق، فيما يرى الطرف الآخر أن بقاء كاسياس عجل برحيل من كانوا مقربين من المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.