أكد البنك الدولي في تقرير، أن مشروع إعادة تشجير هضبة باتيكي في الكونغو الديموقراطية «سيحقق منافع بيئية مهمة للمجتمع المحلي، وسيتيح خدمات اجتماعية من خلال خطة تمويل مبتكرة». ولفت إلى أن هذا المشروع الهادف إلى إعادة تشجير 4200 هكتار من الأراضي المتدهورة، سيحتجز نحو 2.4 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون على مدى 30 سنة، بما يحقق خفضاً في الانبعاثات التي تُباع لتمويل التوسع في المشروع، ومشاريع الرعاية الصحية والتعليم ونشاطات التحريج الزراعي في المجتمع المحلي البعيد 150 كيلومتراً عن العاصمة كينشاسا. وأوضح أن هذا المشروع هو الأول في الكونغو الديموقراطية، الذي «يستفيد من التجارة الدولية في خفض الانبعاثات في إطار آلية التنمية النظيفة، وهو نهج يستند إلى اعتبارات السوق يسمح للدول المصادِقة على بروتوكول كيوتو، بشراء اعتمادات كربون من بعضها البعض، ما يقلل من انبعاثات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي لإبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري». وأشار إلى أن صندوق الكربون البيولوجي التابع له «سيشتري 500 ألف طن من حقوق الانبعاثات (ما يسمى اعتمادات الكربون) ستحققها شركة «نوفاسيل» حتى عام 2017. وأعلن مدير المشروع في إيبي باتيكي أوليفر موشيتي، أن هذه المبادرة «تستهدف حفز السكان والمزارعين المحليين على وقف تدمير الغابات الطبيعية، والتركيز على زراعة الغابات الممكن إدارتها». وقالت المديرة القطرية للبنك الدولي في الكونغو الديموقراطية ماري فرانسوا ماري نيللي، التي وقعت اتفاق شراء خفوضات الانبعاثات مع شركة «نوفاسيل»، أن هذا المشروع «يظهر في شكل ملموس آلية استخدام تمويل الكربون في مساندة من البيئة وتحقيق إيرادات ودخل للمجتمع المحلي». يُذكر أن صندوق الكربون البيولوجي التابع للبنك الدولي اضطلع بدور محوري في تمكين شركة «نوفاسيل» من الحصول على قروض من شركات خاصة مثل «سويز» و «يوميكور»، لتمويل الاستثمارات المستقبلية. كما استقطب مشاركة مشتر آخر للكربون هو شركة «أوربيو» التابعة لاتحاد شركات «سوسيتيه جنرال» الفرنسية التي تشتري حالياً كميات مماثلة منه. ورأى مدير التنمية المستدامة في وزارة البيئة والحفاظ على الطبيعة فينسينت كاسولو، أن هذا المشروع «يظهر إمكانات آلية التنمية النظيفة لتحقيق تنمية مستدامة في الكونغو الديموقراطية، فضلاً عن أهمية إشراك مستثمري القطاع الخاص في تنفيذ هذه المبادرة». ولفت المدير المالي لمشروع إيبي، ثيري موشيتي، إلى أن هذا المشروع «يحدث ضجة في أفريقيا حالياً»، مؤكداً الرغبة في «تبادل الخبرات مع بعضنا البعض حتى نتمكن من تحقيق فوائد حقيقية ملموسة».