أصبح في إمكان الأهل اليابانيين الذين ينتظرون مولوداً، أن يشتروا نموذجاً ثلاثي الأبعاد من جنينهم ليُروه لأصدقائهم. وهذا النموذج مصنوع من الراتنج، ويبلغ طوله تسعة سنتمترات، وهو عبارة عن جنين أبيض موضوع داخل علبة شفافة على شكل جسم الأم. ويُصنع بواسطة آلة طباعة ثلاثية الأبعاد، بعد إجراء صورة للأم بالرنين المغناطيسي. وقال توموهيرو كينوشيتا من شركة «فاسوتك» المتخصصة في هذه الخدمة: «بما أن الحمل بهذا الجنين يحدث مرة في الحياة، فقد تلقينا طلبات لصنع هذه النماذج من نساء حوامل لا يردن نسيان مشاعرهن وتجربتهن في تلك الفترة». وأضاف أن النموذج المسمى «شكل ملاك» والذي تبلغ كلفته مئة ألف ين (1200 دولار) يأتي مع مجسم مصغر يمكن استخدامه كزينة للهواتف المحمولة، خصوصاً أن نساء كثيرات في اليابان يزيّن هواتفهن بالأكسسوارات. وتعتبر الشركة أن الفترة المثالية لإجراء الأم صورة بالرنين المغناطيسي هي في الشهر الثامن أو التاسع من الحمل. أما الذين يودون شراء نسخة أقل ثمناً، فتقدم إليهم الشركة ابتداء من كانون الأول (ديسمبر) الجاري نموذجاً ثلاثي الأبعاد من وجه الجنين بسعر 50 ألف ين. ولهذه الغاية، ستستخدم الشركة صوراً بالموجات فوق الصوتية تُلتقط في عيادة طبية في طوكيو أبرمت اتفاقاً مع الشركة اليابانية. وتستخدم «فاسوتك» التي تزود الشركات أجهزة مختلفة منها آلات طباعة ثلاثية الأبعاد، تقنية تقوم على جمع طبقات من الصور لصنع نماذج ثلاثية الأبعاد. وتنتج الشركة أيضاً نماذج ثلاثية الأبعاد من الأعضاء الداخلية يمكن أن يستخدمها الأطباء للتخطيط للجراحات أو طلاب الطب للتدرب، وكذلك تعتمدها مستشفيات لتفسير المشكلة في شكل أوضح للمريض بدلاً من الاعتماد على رسوم أو مخططات معقدة يصعب فهمها. وأوضحت الشركة في بيان أن هذه التكنولوجيا تسمح لها بأن تنجز «شكل النموذج وتركيبته أيضاً، أي مدى صلابتة أو ليونته مثلاً». وأضافت أنه «بصنع نموذج شبيه بعضو حقيقي أو عظمة من عظام الجسم، نستطيع محاكاة الجراحات وممارسة تقنيات جراحية مختلفة». وقال كينوشيتا إن الشركة جاءت بفكرة صنع نماذج ثلاثية الأبعاد للأجنّة على أمل تسليط الضوء في شكل أكبر على هذه التكنولوجيا ورفع الوعي في شأنها. وأفادت الشركة بأن هذه التكنولوجيا قد تسمح للأطباء أيضاً بتوقع الصعوبات أو المضاعفات المحتملة أثناء الولادة. ومعلوم أن آلات الطباعة الثلاثية الأبعاد موجودة منذ عقود، وهي تعمل بالطريقة نفسها كآلات الطباعة التي تستخدم الحبر، لكنها بدلاً من الأخير، تضع طبقات من الصور بعضها فوق بعض لإنتاج النموذج المطلوب تدريجاً. وفيما تعتمد عملية التصنيع التقليدية على صنع القوالب لإنتاج كميات كبيرة من المنتجات بكلفة منخفضة، تستطيع آلات الطباعة الثلاثية الأبعاد إنتاج نسخ منفردة من أدوات معقدة نسبياً.