موسكو - أ ف ب - أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس، ان القادة الجورجيين سينالون «عقاباً قاسياً» على نزاعهم المسلح مع بلاده في اوسيتيا الجنوبية العام الماضي. وقال: «انني على يقين ان من اصدر الاوامر المجرمة بإثارة الحرب سينال عقاباً قاسياً في احد الايام، ما يحقق العدالة»، علماً ان موسكو وتبليسي انتهزتا في الايام الاخيرة مناسبة الذكرى الاولى للحرب الخاطفة التي اندلعت في آب (اغسطس) 2008 لتبادل التهم حول مسؤولية اشعال فتيل الحرب التي منيت جورجيا بهزيمة ساحقة فيها. تزامن ذلك مع احياء اوسيتيا الجنوبية، الجمهورية الانفصالية عن جورجيا، ذكرى مرور سنة على النزاع مع جورجيا، وذلك عبر حفلات موسيقية وامسية على ضوء الشموع وافتتاح «متحف الإبادة» في منزل لم يبق منه سوى بعض الجدران. وعُرض في المتحف صور عن النزاع تظهر جرحى واشخاصاً يبكون ومباني مدمرة واغراضاً منزلية تحطمت تحت القصف، كما تعرض رسوم ولوحات معادية لجورجيا، وتعبر عن الولاء لاوسيتيا وروسيا. واستهلت الاحتفالات باضاءة الشموع في العاصمة تسخينفالي ليل الجمعة، وهي الساعة التي بدأ فيها الهجوم الجورجي على المدينة قبل سنة، وستستمر حتى اليوم. ووضعت الشموع في عبوات لصواريخ فارغة نشرت حول بركة الساحة في العاصمة. وعرضت شاشة كبيرة صوراً من الارشيف عن الحرب تظهر الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي والمنازل المدمرة ونساء مسنات يبكين، فيما عزف موسيقيون الحاناً حزينة. وتوجه الرئيس الاوسيتي الجنوبي ادوارد كوكويتي لمئات من الاشخاص الذين بدا التأثر عليهم قائلاً: «هدفت العملية الجورجية الى تدمير الشعب الاوسيتي الجنوبي ونفيه». وأعلنت لجنة التحقيق في النيابة الروسية التي نشرت تقريرها نهاية 2008 ان الحرب تسببت في مقتل 162 مدنياً و45 عسكرياً، فيما اشارت النيابة في اوسيتيا الجنوبية الى انها تعد تقريرها الخاص حول تلك الأحداث. وفي جورجيا أُجري معظم الاحتفالات المتعلقة بالحرب أمس. وترى تبيليسي ان روسيا استعدت عشية الحرب في الثامن من آب (أغسطس) لشن «هجوم مكثف ومنسق» على جورجيا، وانها هاجمت المنطقة الانفصالية لتفادي «حصول اجتياح روسي على نطاق واسع»، بحسب تقرير نشرته السلطات هذا الاسبوع. وتشكل اوسيتيا الجنوبية احدى نقاط الخلاف بين روسيا وجورجيا البلدين الجارين المنقسمين حول تطلع تبيليسي الى الانضمام الى الحلف الاطلسي (ناتو). وما زالت آثار الحرب واضحة فيها، وباتت قرى في شمال تسخينفالي كان يعيش فيها جورجيون مهجورة اليوم، ومنازلهم مدمرة وحدائقهم مهجورة. كذلك بدا التقدم في اعادة الإعمار في العاصمة والذي وعدت به موسكو متواضعاً. وبعد الحرب الخاطفة في آب 2008، اعترفت موسكو باستقلال اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا المنطقة الانفصالية الجورجية الاخرى.