وسط حضور دولي كبير من أتباع الديانات والثقافات المختلفة حول العالم، افتتح في العاصمة النمسوية فيينا أمس «مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات». وتجاوز حضور الافتتاح 800 شخصية من مختلف دول العالم، بينهم رجال دين وسياسيون، إذ حضر وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس وزراء النمسا فيرنر فايمن، ونائب رئيس وزراء النمسا وزير الخارجية ميخائيل شيبندلاجر، ووزير خارجية إسبانيا خوسيه مارجاللو، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عبدالله التركي، ووزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ، وعدد كبير من الشخصيات الدولية. وشهد الافتتاح سوءاً في التنظيم وفوضى في الاستقبال، ولم يتمكن بعض المدعوين من الدخول إلى القاعة التي تحدث فيها الرئيس النمسوي. وبرر مسؤولو المركز ما حدث بأنه ناجم عن كثرة المدعوين. وينتظر من مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات أن يكون منبراً دولياً، يعكس تطلعات العالم في التعايش بين الأمم والشعوب. وكانت البذرة التي انطلق منها المركز، مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحوار الأديان، التي تمت مناقشتها وتداولها في مؤتمرات دولية عدة، انطلاقاً من مؤتمر القمة الإسلامي، مروراً بمؤتمر علماء المسلمين ثم مؤتمرات مدريد ونيويورك وفيينا وجنيف، لتتوج أخيراً بإنشاء هذا المركز العالمي. وتتمثل أهم الأهداف التي يسعى إليها المركز بتعزيز الحوار وتشجيع الاحترام والتفاهم والتعاون المشترك بين أتباع الأديان والثقافات، ودعم العدل والسلام، والتصدي لسوء استخدام الدين، لتسويغ الاضطهاد والعنف والصراع. وتتركز أهداف ومبادئ مركز الملك عبدالله التي وضعها المتخصصون في أولويات عمله وبرامجه على جميع المستويات، ومع المجتمع الدولي على تبني مشروع خطاب إنساني عالمي، يقوم على الحوار والاحترام، وتقريب وجهات النظر وإزالة سوء الفهم، ونبذ مظاهر الخلاف والعداء والكراهية بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، عبر ما يقوم به مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، الذي يكتسب بُعداً دولياً والمراكز والهيئات الدولية المشابهة، بعد مرور العالم حالياً بفترة انتقال حضاري حافلة بالكثير من قوى التغيير والتفاعلات الثقافية.