اختار الاتحاد الأوروبي أمس تشديد الضغوط على موسكو، على رغم صمود وقف النار المعلن منذ أسبوع في شرق أوكرانيا. واتفقت دول الاتحاد الأعضاء ال28 بعد انتظار أيام على بدء تطبيق حزمة عقوبات اقتصادية جديدة ضد روسيا بدءاً من اليوم، «مع إمكان تعليقها، وحتى إلغائها وفق تقويم سيجريه الاتحاد بحلول نهاية الشهر لتطور الوضع الميداني في أوكرانيا». وأوضح رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي، أن دول الاتحاد «قد تدرس اقتراحات تعديل أو تعليق أو إلغاء حزمة العقوبات كلياً أو جزئياً في صورة عاجلة، إذا كان ذلك مناسباً». (للمزيد) وحظر الاتحاد تمويل ديون ست شركات روسية كبيرة في مجالي الدفاع والطاقة، على رأسها شركتا «روسنفت» و «ترانسنفت» للنفط، إضافة إلى فرع النفط في مجموعة «غازبروم» للغاز. كما شدد القيود المفروضة على خمسة مصارف رسمية روسية، هي «سبيربنك» و «في تي بي بنك» و «غازبرومبنك» و «فنيشيكونومبنك» و «روسلهوزبنك»، وأدرج 24 شخصاً إضافياً على لائحة الممنوعين من دخول أراضي دوله والمجمّدة أرصدتهم، ما رفع عددهم إلى 119. وبين الأسماء الجديدة قادة لانفصاليي شرق أوكرانيا وأعضاء في حكومة شبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا والتي ضمتها روسيا إلى أراضيها في آذار (مارس) الماضي، إضافة إلى مسؤولين وأقطاب أعمال روس. وردّت روسيا بأنها ستفرض قيوداً على واردات بعض السيارات ومنتجات صناعية خفيفة، بعدما حظرت استيراد غالبية المنتجات الزراعية من الدول التي تطبق عقوبات عليها، ما رفع أسعار منتجات في أراضيها، خصوصاً اللحوم. وتشهد مبيعات السيارات تراجعاً كبيراً في روسيا بسبب أزمة أوكرانيا بلغ 26 في المئة في آب (أغسطس)، لكن الصناعيين يتوقعون أن تصبح السوق الروسية الأولى للسيارات في أوروبا. وكانت العقوبات الأوروبية أقرّت رسمياً الإثنين الماضي، لكن دول الاتحاد وجدت صعوبة في الاتفاق على موعد تطبيقها، إذ اعتبر بعضها أن صمود وقف النار في شرق أوكرانيا يمنح فرصة لعدم إقرارها وتفادي ردود اقتصادية روسية أكبر. واستأنف سفراء الاتحاد الأوروبي مداولاتهم حول توقيت فرض العقوبات ليل الأربعاء، من دون أن يتوصلوا إلى نتيجة، على رغم دعوة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل لفرض القيود الجديدة بسرعة، «إذ يمكن رفعها إذا صمد وقف النار شرق أوكرانيا». وأمس، حسم السفراء قرار تطبيق العقوبات، بالتزامن مع إعلان الحلف الأطلسي (ناتو) أن ألف جندي روسي لا يزالون في أوكرانيا مع كمية كبيرة من المعدات، فيما ينتشر 20 ألف جندي آخرون على الحدود. وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أعلن أول من أمس، أن روسيا سحبت 70 في المئة من قواتها من بلاده، ما دفع وزارة الخارجية الأميركية إلى إعلان أن انسحاباً جزئياً للقوات الروسية من أراضي أوكرانيا، إذا تأكدت صحته، سيشكل «خطوة أولى محدودة جيدة».