ذكر تقرير صحافي إسرائيلي، أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، حذرت إسرائيل من أن رد فعل شديد من جانبها على التوجه الفلسطيني إلى الأممالمتحدة للحصول على مكانة دولة غير كاملة العضوية بالمنظمة الدولية، سيؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية. وقالت صحيفة "هآرتس" الجمعة، إن تحذير كلينتون جاء خلال لقائها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزيري الدفاع ايهود باراك والخارجية أفيغدور ليبرمان الأربعاء. وكانت كلينتون وصلت إلى إسرائيل مساء الثلاثاء الماضي من أجل دفع جهود التهدئة في قطاع غزة، والتقت الأربعاء في رام الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبحثت معه التهدئة والتوجه الفلسطيني إلى الأممالمتحدة للحصول على دولة غير كاملة العضوية. وذكرت الصحيفة أن عباس أبلغ كلينتون، وبعد ذلك بوقت قصير الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون أيضا، أن السلطة الفلسطينية مصرة على التوجه إلى الأممالمتحدة في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي. وتشير التوقعات في إسرائيل إلى أن الطلب الفلسطيني سيحظى بتأييد أغلبية كبيرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن 150 دولة من أصل 193 ستصوت إلى جانب الطلب الفلسطيني. وتتخوف إسرائيل من أن الفلسطينيين سيطلبون بعد ذلك الإنضمام لعضوية المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ورفع شكاوى ضد إسرائيل خاصة بكل ما يتعلق بالبناء في المستوطنات التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي. ونقلت "هآرتس" عن دبلوماسي غربي أن عباس قال لكلينتون وبان، إنه بالنسبة له فإن "القطار قد غادر المحطة" وأنه في حال عاقبت إسرائيل الفلسطينيين على أثر ذلك "فإنني سأدعو نتانياهو إلى المقاطعة (مقر الرئاسة في رام الله) وسأسلمه المفاتيح وأذهب الى البيت". وأضافت أن كلينتون، عادت عقب ذلك إلى القدس، والتقت مع نتانياهو وباراك وليبرمان، لتبحث موضوع التهدئة في غزة، ولكنها قالت إنه ينبغي البحث في كيفية تقوية مكانة عباس وخاصة بعد التصعيد الأخير في غزة الذي اعتبرت أنه أدى إلى تقوية حماس في الشارع الفلسطيني. وقال موظفان إسرائيليان رفيعا المستوى ومسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية للصحيفة، إن الرسالة التي أوصلتها كلينتون لإسرائيل هي بأن لا تقوم إسرائيل "بكسر الأدوات" والتصرف بحكمة في اليوم الذي يلي التصويت على المطلب الفلسطيني في الجمعية العامة. وقال المسؤول الأميركي "إننا نعتقد أنه ينبغي محاولة تقليص الأضرار المحتملة الناجمة عن الخطوة الفلسطينيةبالأممالمتحدة بقدر الإمكان، وخطوات متطرفة بعد ذلك لن تساعد، وإنما ستصعد الوضع وحسب". وقال موظف إسرائيلي رفيع المستوى، من جانبه، إن كلينتون قالت لنتانياهو إن خطوات عقابية إسرائيلية ستؤدي إلى إضعاف السلطة الفلسطينية، وأن هذا لا يخدم مصلحة إسرائيل، مشيراً الى أنها شددت على أن خطوات من جانب إسرائيل مثل إلغاء اتفاقيات أوسلو أو تجميد المستحقات المالية الفلسطينية وعدم تحويلها إلى السلطة من شأنها أن تؤدي إلى عواقب خطيرة وقد تصل إلى حد انهيار السلطة الفلسطينية.