نُفذ امس حكم الإعدام شنقاً بحق أجمل قصاب، الناجي الوحيد من منفذي هجمات مومباي عام 2008. ونقلت وكالة انباء «برس ترست» الهندية عن وزير الداخلية آر آر باتيل قوله، ان قصاب (25 سنة) أعدم شنقاً في سجن ييراواندا في بيون. يأتي ذلك بعدما أصدرت محكمة هندية حكماً بالإعدام بحق قصاب، الناجي الوحيد من الباكستانيين ال10 الذين نفذوا هجمات مومباي في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008. ودرس ممثلو الادعاء الهنود أقوال 653 شاهداً في قضية التفجيرات التي نفذها 10 مسلحين جاؤوا من كراتشي في باكستان، واستهدفت فندقي تاج محل و «ترايدنت أوبروي» ومستشفى «كاما»، ومحطة «شاتراباتي شيفاجي» للقطارات، إلى جانب مركز يهودي في المدينة، ومقهى «ليوبولد» وسينما «مترو». ومعلوم أن هجمات مومباي خلفت 166 قتيلاً وأكثر من 238 جريح. وتسببت في توتر العلاقات مع باكستان. وقال مسؤولون إن قصاب دفن داخل السجن الذي شنق فيه. وأعلنت نيودلهي أنها ستسلم الجثة الى إسلام آباد إذا طلبت ذلك. وهذه المرة الأولى التي ينفذ حكم بالإعدام في الهند منذ 2004. في بريطانيا، دعا وزير الدولة لشؤون الأمن جيمس بروكنشاير خدمات الطوارئ إلى الاستعداد بصورة أفضل للتعامل مع «هجوم إرهابي» على غرار هجمات مومباي. ونسبت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى بروكنشاير قوله في كلمة أمام خبراء في الشؤون الأمنية في المعهد الملكي للدراسات الأمنية والدفاعية (روسي) في لندن: «يجب أن تكون بريطانيا مستعدة للتعامل مع هجوم إرهابي اياً يكن شكله، بما في ذك هجوم سريع الحركة على يد مسلح وحيد، على غرار ما وقع في السنوات الأخيرة في العاصمة النروجية أوسلو، أو مدينة تولوز الفرنسية»، أو على غرار هجمات مومباي في الهند. وأضاف الوزير البريطاني أن دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها لندن هذا الصيف: «كانت نجاحاً أمنياً، غير أن الفظائع التي وقعت أخيراً في دول أخرى أظهرت أن الإرهابيين كانوا قادرين على التكيف مع أساليبهم لتحقيق أثر مدمر باستخدام وسائل غير متطورة نسبياً». بانيتا من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، إن القوات الأميركية قضت على زعماء «القاعدة» وحققت مكاسب في مواجهة بعض الجماعات التابعة لها، لكن القتال تحول إلى جبهات جديدة، ما يتطلب جهوداً أميركية مثابرة لإنهاء هذا الخطر بشكل حقيقي. وصرح بانيتا خلال كلمة الثلثاء في مركز الأمن القومي الجديد بأنه في وقت حققت الولاياتالمتحدة تقدماً في مواجهة الجماعات التابعة ل «القاعدة» في اليمن والصومال، تمكنت جماعات أخرى مرتبطة بها من أن تجد لها موطئ قدم في مالي ونيجيريا، وتسعى إلى أن تحقق ذلك أيضاً في ليبيا. وذكر أن الولاياتالمتحدة «قضت على قلب القاعدة» حين قتلت زعماء مثل أسامة بن لادن والشيخ سعيد المصري و «ابو يحيى الليبي». وقال أيضاً إنها حققت خطوات كبيرة ضد جماعات تابعة لها، مثل «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» الذي يتخذ من اليمن مقراً، وضد «حركة الشباب» في الصومال. واستطرد بانيتا: «هذه المكاسب حقيقية، لكن من المهم أن نشير إلى أنه على رغم هذه المكاسب لم يتم القضاء على خطر القاعدة. لقد أبطأنا السرطان الأصلي لكننا نعرف أن السرطان انتشر إلى أجزاء أخرى في جسم العالم». وقال وزير الدفاع الأميركي إنه بفضل ضغوط الولاياتالمتحدة أصبح تنظيم «القاعدة» أكثر «تشرذماً بدرجة كبيرة وأقل ترابطاً ومشتتاً جغرافياً». وأضاف: «القتال ضد القاعدة اتخذ اتجاها جديداً، يتطلب منا بشكل خاص مرونة وقدرة على التكيّف ونحن نواصل القتال». وصرح بانيتا بأن تعطيل «القاعدة» وإلحاق الهزيمة بها في نهاية المطاف سيظل أولوية متقدمة حتى بينما تسحب الولاياتالمتحدة قواتها من أفغانستان خلال العامين القادمين وتجدد تركيزها على منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في إطار استراتيجية عسكرية جديدة. وقال إن تحقيق القضاء الكامل على «القاعدة» يتطلب إنهاء المهمة في أفغانستان بطريقة تضمن ألاّ يتمكن التنظيم المتشدد مرة أخرى من أن يجد لنفسه مأوى آمن هناك. وصرح بأن على الولاياتالمتحدة ايضاً أن تواصل ضغطها على «القاعدة» في باكستان واليمن والصومال. كما عليها أن تعمل على الحيلولة دون توفير ملاذات آمنة للقاعدة في أماكن أخرى من العالم، وأن تستخدم في ذلك قوات العمليات الخاصة الأميركية بالتعاون مع القوات المحلية. وأوضح أن ذلك يشمل أفغانستانوباكستان إلى جانب دول في الشرق الأوسط وأفريقيا.