كرمت إدارة مهرجان المسرح الأردني في دروته التاسعة عشرة الفنان المسرحي خالد الطريفي، نظراً لإسهاماته الكبيرة في إثراء المسرح العربي، والأردني بخاصة. وعبّر الطريفي عن سعادته بتلقي التكريم، قائلاً: 30 عاماً أمضيتها في محاولة جادة لأعرف ما المسرح، وما العمل الذي يجب أن اقوم به لأستحق أن أكون فناناً... وعرفت أن المسرحي قادر على الاستمرار رغم كل المطبات والصعوبات، فالمسرح لا يرفضك، وإذا أحببته يحبك، وبالتالي عطاؤك المسرحي يجب ألا يقف عند أية عقبة. المسرحي قادر على إيجاد حلول في الحياة، فما بالك في الحياة الاحترافية على المسرح...». ويعتبر الطريفي، واحداً من مؤسسي مسرح الفرجة في الأردن، برفقة الفنان غنام غنام، في ثمانينات القرن الماضي، ويعتبر من المؤمنين بتوظيف التعبير الشعبي والتراثي في المسرح، وهو من اوائل من اعتمدوا هذا اللون رغم تحفظات حالية له على التسمية. ففي العام 1983 شارك مع نادر عمران وعامر ماضي في تأسيس فرقة «الفوانيس»، وأصدرت الفرقة بياناً تنظيرياً لاحقاً استناداً الى أن التراث يشكل مرجعية، وليس المقصود هنا التراث المسرحي بل تراث الفنون الشعبية والحكايات والأزياء والاحتفالات. واللافت أن الطريفي هو كاتب الفيلم الملحمي «مملكة النمل»، الذي يعد أول تجربة سينمائية له. ويقول : «مملكة النمل» فيلم سينمائي روائي طويل. فكرته مستمدة من مرجعيات وحكايات حقيقية وقصص سمعتها وقرأتها وتخيلتها وأشياء حدثت معي». تدور الاحداث حول شخصية»ابو النمل» الذي يقوم بدوره الفنان جميل عواد ابان صدور قرار التقسيم لفلسطين. وكان يعمل في كسّارة في مدينة «تل الهوى»، وشخصية «المزيونة» او حبيبته «مريومة» التي تأتي من كرم التفاح وتعد له زوّادة الطعام. واثناء سيرها ينفجر بها لغم زرعه الانكليز ايام الانتداب البريطاني لفلسطين وتتحول جثتها الى اشلاء. ويقرر «ابو النمل» جمع اشلاء جسدها (على طريقة اسطورة اوزيريس وايزيس) ويسافر في رحلة من المحيط الى الخليج ويكتشف ان هناك انفاقاً تحت الارض ولوحات كنعانية.. ويعيش «ابو النمل» في عالمه او مملكته تحت الارض . والفيلم هو عن القضية الفلسطينية كتبه الطريفي تلبية لرغبة المخرج التونسي شوقي الماجري الذي تولى إخراجه هذا العام .