بعد اجتماعات عاصفة وجدل ساخن على مدى الايام الاربعة الماضية، يختار المؤتمر العام السادس لحركة «فتح» اليوم قيادته الجديدة في انتخابات تجرى للمرة الاولى منذ 20 عاماً. وذلك بعد تذليل عقدة تمثيل اعضاء قطاع غزة في المؤتمر، والاتفاق على ان يقترعوا عبر الهاتف الخليوي، وهو ما دفع حركة «حماس» امس الى استدعاء قيادات «فتحاوية» في القطاع للتحقيق معها في هذا الصدد. واكد مصدر في «حماس» ل «الحياة» استدعاء 5 من قيادات «فتح» في قطاع غزة على خلفية الانتخابات المتزامنة في الضفة الغربية والقطاع. وقالت مصادر قيادية في «فتح» ل «الحياة» ان عضو المجلس الثوري، عضو اللجنة القيادية العليا للحركة في قطاع غزة ابراهيم ابو النجا تلقى مساء امس اتصالا هاتفيا من ضابط في جهاز الامن الداخلي طلب منه الحضور الى مكاتب الجهاز في مجمع الوزارات (ابو خضرة). واضافت مصادر قيادية اخرى في «فتح» انه تم استدعاء عضو اللجنة القيادية العليا، عضو المجلس الثوري عبدالله ابو سمهدانة، وامين سر اقليم غرب غزة ابو جودة النحال. ورجحت ان استدعاءهم جاء «على خلفية التحقيق معهم في شأن الترشح والاقتراع المتزامن لعضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري لفتح»، مضيفة ان التحقيق معهم قد يتناول طريقة اقتراع اعضاء المؤتمر من قطاع غزة. وردا على سؤال ل «الحياة» عن هذه الطريقة، اجابت المصادر بأنها «ستتم عبر احدث الوسائل التكنولوجية». وكانت اللجنة المركزية توصلت امس الى حل فني يقضي بمشاركة اعضاء غزة في الانتخابات من خلال الاقتراع عبر الهاتف الخليوي وبحضور المؤتمرين مجتمعين. كما رفضت نظام «الكوتا» لقطاع غزة حتى لا يتحول الى سابقة تكرس المناطقية داخل الحركة. وكان محمد دحلان هدد بمقاطعة الانتخابات وعدم ترشيح نفسه للجنة المركزية في حال عدم تخصيص «كوتا» من ستة اعضاء في اللجنة لقطاع غزة كحل لعقدة تمثيل اعضاء غزة في المؤتمر، الا انه عاد ورشح نفسه في اللحظات الاخيرة قبل اغلاق باب الترشيح ظهر امس. ومن المقرر ان ينتخب المؤتمر اليوم 18 عضوا للجنة المركزية من بين نحو 90 قياديا وكادرا رشحوا انفسهم، في حين ستختار اللجنة المركزية الجديدة 3 اعضاء من المجلس الثوري لعضويتها، ليصبح عدد اعضائها 21 عضوا. في الوقت نفسه، سينتخب المؤتمر 89 عضوا للمجلس الثوري من بين 500 عضو رشحوا انفسهم، في حين تختار المؤسسة الامنية 30 عضوا لتمثيلها في المجلس، ليصبح عدد اعضائه 119 عضوا. وبحسب وكالة الانباء الفلسطينية (وفا)، فان مؤتمر «فتح» تبنى توصية لجنة الاسرى باعتماد 20 اسيرا واسيرة داخل السجون الاسرائيلية اعضاء في المجلس الثوري للحركة زيادة على العدد المقرر للمجلس، وذلك تكريماً رمزياً لهم. في الوقت نفسه، يتجه المؤتمر الى انتخاب الرئيس محمود عباس رئيساً للحركة بالتزكية، ليصبح بذلك رئيساً ل «فتح»، ورئيساً للسلطة، ورئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية. ويرى مراقبون ان «فتح» خرجت موحدة من المؤتمر، لكنهم يضيفون ان مصير الحركة يعتمد على طبيعة القيادة التي ستفرزها الانتخابات، في وقت ينتظر الجميع نتيجة الانتخابات لمعرفة مدى التغيير الذي سيطرأ على «فتح»، ومن سيخرج من «الحرس القديم»، ومن سيدخل من جيل الشباب، وانعكاسات ذلك على توجهاتها السياسية المستقبلية، وسط تقديرات بأن يكون التغيير في الكادر كبيرا، وان يتجاوز نصف اعضاء اللجنة. وكانت رئاسة المؤتمر اعلنت إلغاء الجلسة الصباحية امس، في خطوة عزاها مصدر في الحركة الى رغبة الاعضاء الوافدين من الخارج في الصلاة في المسجد الاقصى في القدسالمحتلة، مضيفاً ان الترتيبات لذلك أُنجزت فعلا.