عاشت جماهير الأهلي المصري أحد أسعد لياليها على الإطلاق بعد تتويج فريقها بلقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم للمرة السابعة في تاريخه، إذ احتشدت الآلاف بالميادين العامة رافعين أعلام ناديهم، وأطلقوا الألعاب النارية، ورددوا الهتافات والأغاني، وقررت إدارة النادي فتح مدرجات الملعب الرئيسي بفرع الجزيرة لتحتفل الجماهير مع أعضاء النادي بالإنجاز الكبير. وضرب بطل مصر أكثر من عصفور بحجر، إذ توج باللقب القاري على حساب عملاق الأندية التونسية الترجي، وعزز الفريق «الأحمر» رقمه القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 7 مرات في 1982 و1987 و2001 و2005 و2006 و2008 و 2012 وخسر في نهائي نسختي 1983 و2007. كما سيعود الأهلي مجدداً للمشاركة بكأس العالم للأندية باليابان بعد غياب 4 سنوات، وزاد من قيمة هذا اللقب على وجه الخصوص أنه تحقق وسط ظروف قاسية، إذ يتوقف النشاط الكروي في مصر منذ نحو موسم عقب مذبحة إستاد بورسعيد. وجاء فوز الأهلي بمثابة تطيب لجراح الشعب المصري في يوم شهد كارثة مفجعة بوفاة 51 طفلاً في حادثة قطار. من جانبها، عبرت رابطة جماهير الأهلي «الالتراس» عن رضاها في تحقيق الفوز على الترجي، وكتب جملة مقتضبة على صفحتها الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «الحمد لله... كل المجد للشهداء». من جهته، استطاع حسام البدري تدوين اسمه بأحرف من نور في سجل بطولات الأهلي للمرة الأولى في منصب المدير الفني، إذ كان مساعداً للبرتغالي مانويل جوزيه. وعاد الأهلي لكأس العالم للمرة الرابعة بعدما غاب عن البطولة منذ 2008، وحقق الفريق المصري المركز السادس في 2005، وكانت هذه المرة الأولى في ظهوره بالمونديال، ثم شارك في بطولة 2006، وحقق المركز الثالث والميدالية البرونزية، وأصبح الأهلي أكثر أندية العالم مشاركة في البطولة عندما شارك للمرة الثالثة، وكان ذلك في بطولة 2008. وعادل نادي باتشوكا المكسيكي إنجاز الأهلي ذاته بعدما شارك للمرة الثالثة في نسخة 2010 بالإمارات، ولحق الأهلي بأندية تشلسي الانكليزي وكورينثيانز البرازيلي ومونتيري المكسيكي في كأس العالم للأندية المقبلة التي ستقام من 6 وحتى 16 كانون الاول (ديسمبر) المقبل في اليابان. ويتبقى فقط تحديد بطل الدوري الياباني ليكتمل عقد الفرق السبعة، علماً بأن سانفريس هيروشيما هو المتصدر حالياً للبطولة برصيد 58 نقطة وبفارق نقطة واحدة عن فيجالتا سينداي ولم يتبق على نهاية البطولة سوى جولتين. وكانت قرعة البطولة أوقعت بطل افريقيا في مواجهة الفائز من المباراة التمهيدية بين بطل اليابان الذي لم يتحدد بعد، وبين اوكلاند سيتي. وستقام المباراة التمهيدية في السادس من ديسمبر، على ان يلعب الفائز مع الأهلي في 9 من الشهر ذاته، فيما تحدد مواجهة دور الثمانية الثانية بين اولسان هيونداي الكوري الجنوبي مع مونتيري بطل المكسيك. وسيكون في طريق الاهلي حال ترشحه لنصف النهائي كورينثيانز بطل البرازيل، فيما سيكون تشلسي في انتظار الفائز من اولسان ومونتيري. بدوره، أعرب البدري عن سعادته بالفوز باللقب الأغلى في تاريخ ناديه، مهدياً البطولة لضحايا مذبحة بورسعيد، وقال: «على رغم أنني تذوقت طعم الفوز باللقب القاري، في 6 مناسبات سابقة، إلا أن هذه البطولة لن أنساها على الإطلاق، خصوصاً انه اللقب الأفريقي الأول لي كمدير فني للأهلي». فيما أرجع المدير الفني للترجي التونسي نبيل معلول الهزيمة إلى الغيابات التي ضربت صفوف فريقه قبل مواجهة الإياب، إذ غاب كل من هاريسون افول وسامح الدربالي للإيقاف، وخالد تراوي للإصابة. وقال معلول في المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة: «هدف الأهلي الأول أربك حسابات الجهاز الفني، وساهم في تحطيم معنويات اللاعبين». مدللاً على كلامه بأن الفريق التونسي لم تتح له سوى 3 فرص على رغم أن اللقاء يقام على ملعبه، مؤكداً أحقية الأهلي في الفوز باللقب، لا سيما بعد أن تسيد أحداث المباراة، وأضاع لاعبوه أكثر من فرصة هدف محقق. ... ولاعبوه يهدون اللقب إلى «شهداء بورسعيد» اجمع لاعبو الاهلي على اهداء اللقب الافريقي الى ارواح شهداء مجزرة بور سعيد. وأعرب محمد أبوتريكة لاعب وسط الأهلي «عن فرحته الشديدة بعد فوز الفريق وتتويجه بدوري أبطال أفريقيا للمرة السابعة والعودة الى كأس العالم للأندية في اليابان». وأضاف: «لعبنا مباراة كبيرة واستطعنا تحقيق الفوز، وسنهدي البطولة لشهداء الأهلي، وهذا يكون أقل ما يمكن أن نقدمه للشهداء». وعما تردد حول اعتزاله، قال ابوتريكة: «كل ما تردد عن اعتزالي اللعب بعد مباراة الترجي غير صحيح»، مشيراً إلى أنه «لن يعتزل قبل الصعود بالمنتخب لكأس العالم 2014 في البرازيل». كما رفض المدير الفني للاهلي حسام البدري فكرة اعتزال أبوتريكة معتبراً انها «غير مطروح في الوقت الحالي». وأشاد مصطفى يونس لاعب الأهلي ومنتخب مصر السابق بلاعبي الفريق وجهازهم الفني بقيادة حسام البدري وقال «انا فخور بهذا الجيل من نجوم الأهلي وبالبطولات التي تحققت، ولكن هذه البطولة تعتبر من أغلى وأصعب البطولات في تاريخ النادي نظراً للظروف الصعبة التي يمر بها الفريق». وأضاف: «ان حسام البدري صنع تاريخاً جديداً للمدرب المصري وتفوق من بداية المباراة وحتى النهاية، كما أثبت نجوم الأهلي أن معدنهم الأصيل يظهر دائماً في أصعب المواقف»، ودعا الى «ضرورة عدم التحامل على أبوتريكة لإضاعة ركلة جزاء، لأنه نجم كبير وقدم الكثير ولكنه ابتعد لفترة كبيرة عن المباريات ما أثر على مستواه بخاصة في مباراة الذهاب بالإسكندرية». وأشاد محمد ناجي جدو صاحب الهدف الأول في مرمى الترجي بزملائه مؤكداً «تعاهد اللاعبون قبل السفر إلى تونس على الفوز باللقب لإهدائه لأرواح حادثة بورسعيد وأسرهم، وهو ما حدث بالفعل»، مضيفاً: «رأيت الرغبة في عيون اللاعبين خلال المباراة على رغم الضعف الإعدادي وتوقف النشاط، فلم يهدأوا حتى حصدوا اللقب للوفاء بوعدهم تجاه الشهداء». مدافع الفريق وائل جمعة قال: «اللقب الأفريقي الذي حققه الاهلي على حساب الترجي يعد الخامس بالنسبة له، ولكنه في الوقت ذاته يعتبر الأصعب في مشواره الكروي مع القلعة الحمراء». وتابع: «الاهلي حقق انجازاً بكل المقاييس بعد تحقيقه البطولة الافريقية على رغم الظروف العصيبة التي مر بها منذ تجمد النشاط الكروي في مصر»، وأطلق اسم «بطولة الشهداء» على هذا النسخة من البطولة، متمنياً «ان يكونوا نجحوا في رد جزء من التضحية التي قدمها شهداء الاهلي في بورسعيد». وحرص الأميركي بوب برادلي المدير الفني للمنتخب المصري على تهنئة لاعبي الأهلي، وقال بعد المباراة: «توقعت فوز الأهلي على الترجي في رادس منذ ان شاهدت لقاء الذهاب باستاد برج العرب، إذ تأكدت أن الأهلي أفضل فنياً والمنافس مستواه لا يرقى لاسمه الكبير».