وصف استشاري غدد صماء وسكري، نسبة تنامي مرض السكري ب «المخيفة». وقال: «كشفت إحصاءات ودراسات أجريت قبل 80 سنة، أن نسبة المصابين بالمرض لا تزيد عن 5 في المئة. فيما تصل الآن إلى 24 في المئة للبالغين». وأشار الاستشاري الدكتور علي القرني، إلى نتائج دراسة حديثة، أكدت أنه «بعد سن ال40، سيكون هناك احتمال إصابة واحد من بين اثنين بالنوع الثاني للسكري. ولفت إلى أن أسباب الإصابة «كثيرة»، ومنها «السمنة والاسترخاء، والعادات الغذائية غير الصحية». وأكد القرني، خلال مشاركته أمس، في فعاليات اليوم العالمي للسكري، التي نظمتها عيادات الرعاية الأولية وقسم السكري في مستشفى الملك عبد العزيز للحرس الوطني في الأحساء، أن هناك «زيادة عالمية ملحوظة ومخيفة، والشرق الأوسط، و خصوصاً الخليج العربي من أكثر المناطق إصابة»، متوقعاً أن «تتضاعف النسبة خلال ال20 سنة المقبلة، إذا لم تتخذ إجراءات وقائية مناسبة». وحذر من أن السكري هو «الخطر المقبل، وهو أخطر من أي شيء مُقلق في العالم، وهذا ما يجعل له كل هذا الاهتمام والهالة الكبيرة عالمياً»، مضيفاً أن «مرضى السكري يتوفون قبل الطبيعيين بمعدلات كبيرة، وعندهم 4 أضعاف خطورة الإصابة بجلطات القلب من غيرهم، وأيضاً هم عرضة للإصابة بالجلطات الدماغية بمعدل ضعفين». كما اعتبر السكري «أول مسببات فقدان البصر، ومن مسببات الفشل الكلوي، وهو آفة القدم، التي قد تتعرض للبتر بسببه، إذ تصل النسبة إلى 20 ضعفاً للإصابة ب «غرغرينا القدم» بين المصابين بالسكري، مضيفاًً أن «إنتاجية المصابين بالسكري وفاعليتهم تقل، ويتعرضون لعواقب اقتصادية، إذ يستهلك علاجهم مبالغ طائلة من موازنة وزارة الصحة»، لافتاً إلى أن أكبر خطر ملحوظ حالياً للمرض أنه «انتشر على مستوى الأطفال. وهنا يجب أن تكون التحركات أكثر جدية وفعالية». وأوضح القرني، أن «كثيرين يعولون على العوامل الوراثية، أنها مُسبب رئيس لهذا المرض. والصحيح أنها لا يمكن أن تؤثر إلا مع وجود العوامل الأخرى. والدليل أن المرض كان موجوداً لدي الأجيال السابقة. ولكن لم نكن نسمع به، ولم يكن منتشراً بمثل ما هو عليه الآن»، مردفاً أن «الأطباء يتعاملون على مستوى الفرد، لكن وسائل الوصول إلى المجتمع ليست بمثل فاعلية الوصول إلى الأفراد». وأكد أهمية «تخصيص موازنة للقضاء على هذا المرض»، مضيفاً أن «السمنة والسكري متلازمان، والوقاية من الأولى يقي من الثانية، فالإنسان الحالي مصاب بالخمول والاسترخاء، إلى جانب توافر المواد الغذائية بشكل كبير، وغالبيتها غير صحية». بدوره، أوضح المدير الإقليمي التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني في القطاع الشرقي الدكتور أحمد العرفج، أن هذه الحملة تهدف إلى «تعريف الناس بمخاطر السكري، والوقاية منه، وطرق علاجه، ومكافحته وحماية الأجيال المقبلة»، مضيفاً «نهدف من خلال هذه الفعاليات، التي تستمر ليومين متتاليين، إلى نشر الوعي الصحي بالسكري، فالتوعية يجب أن تكون على مدى الأيام، من دون توقف. وتشمل الفعاليات محاضرات وورش عمل، ومعرضاً يتحدث عن العناية بمرضى السكري، والوسائل العلاجية وغيره».