أبرمت شركة أرامكو السعودية مع ثماني شركات محلية ودولية أمس، عقود الإنشاءات والتوريد لمصفاة وفرضة جازان، بكلفة إجمالية تبلغ 26 بليون ريال. وقع العقود النائب الأعلى للرئيس للهندسة والتمويل ومساندة الأعمال في أرامكو السعودية خالد بن جاسم البوعينين، مع ممثلي ثماني شركات أخرى محلية وعالمية متخصصة في الإنشاءات والتوريد، وهي شركة عبدالعالي العجمي، وشركة بتروفاك العربية السعودية المحدودة، وشركة هيونداي العربية المحدودة، وهانوا إنجينيرنق آند كونستركشن كوربوريشن، وجي. جي. سي. كوربوريشن، وهيتاشي بلانت تكنولوجيز ليمتد، وإس كي إنجينيرنق آند كونستركشن، وتكنيكاس روينداس. وتقع مصفاة جازان على ساحل مدينة بيش في قلب مدينة جازان الاقتصادية، وستقام على مساحة 12 كيلومتراً مربعاً، وستعالج مصفاة وفرضة جازان بنهاية العام 2016 نحو 400 ألف برميل من الزيت الخام العربي الثقيل والمتوسط يومياً، لإنتاج الجازولين والديزل ذي المحتوى المنخفض جداً من الكبريت والبنزول والباراكسيلين. وأكد أمير منطقة جازان محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، أن مصفاة جازان ستساعد على تطوير المنطقة، وستجذب الاستثمارات والأعمال، مشيراً إلى أن هناك الكثير من المشاريع سيتبعها مشاريع كثيرة سواء في المدينة الصناعية أو الصناعات التكميلية والنهضة التنموية والعمرانية التي ستتبع إنشاء هذه المصفاة. وأشار إلى أن هذه المشاريع الضخمة التي كلّفت بلايين الريالات ستستقطب الشبان والشابات للعمل وإتاحة فرص وظيفية لهم. من جانبه، أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، أن إنشاء مصفاة وفرضة جازان يهدف لضمان التنمية المتوازنة لمختلف مناطق المملكة، وتزويد مناطق جازان وعسير ونجران وغيرها بحاجاتها من المواد البترولية، وستسهم في تنمية منطقة جازان والمدينة الاقتصادية فيها. أما المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز، فوصف مشروع إنشاء مصفاة وفرضة جازان ومحطة الكهرباء ذات الكفاءة العالية بالداعم للنشاطات الصناعية في منطقة جازان، وقال: «سيكون هذا المشروع بمثابة قاعدة جديدة في المملكة للصناعات التحويلية والمساندة، ومصدراً إضافياً للوظائف لسكان المنطقة، وسيقدم ميزة تنافسية للمدينة، من خلال توفيره إمدادات كافية من المواد الخام والطاقة». من ناحيته، شدد محافظ هيئة الاستثمار المهندس عبداللطيف بن أحمد العثمان، على أهمية هذا المشروع المهم وانعكاساته الإيجابية على مدينة جازان الاقتصادية كونه يمثل حجر الزاوية وعامل جذب حقيقي لاستقطاب مزيد من الاستثمارات للمدينة الاقتصادية وللمنطقة، مشيراً إلى أن العمل جار لوضع الخطط اللازمة لتسريع وتيرة عمل البنية التحتية للمدينة الاقتصادية لتتمكن من جذب استثمارات صناعية وخدمية توفر فرص عمل ملائمة لأبناء المنطقة، وتشكل نواة لنشاطات اقتصادية متنوعة. وأكد رئيس أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، أن مصفاة جازان المزمع إنشاؤها ستوفر منتجات بترولية سيتم توجيهها واستغلالها لتعزيز تلبية حاجات المملكة المتزايدة من المواد المكررة، وتوفير كميات إضافية لتغطية الطلب المحلي، وبخاصة في المناطق الجنوبية والغربية من المملكة، بينما سيتم تصدير الفائض منها إلى الأسواق العالمية. وقال الفالح في تصريحات بعد التوقيع: «مشروع مصفاة وفرضة جازان سيوفر أكثر من ألف وظيفة مباشرة، وأربعة آلاف وظيفة أخرى غير مباشرة، وسيتم إنشاء فرضة بحرية تابعة للمصفاة تتكون من عدد من الأرصفة البحرية لإمداد المصفاة بالنفط الخام ولمساندة أعمال تصدير المنتجات المكررة». وأشار إلى أنه من أجل تكامل هذه الجهود، تعكف أرامكو السعودية حالياً على تطوير محطة كهرباء هناك تعمل بتقنية الدورة المركبة للتوليد، إذ ستقوم مصفاة جازان بتزويد المحطة بأكثر من 90 ألف برميل يومياً من رجيع التقطير الفراغي لإنتاج نحو 2400 ميغاواط من الكهرباء، بينما ستقوم محطة الكهرباء بتزويد المصفاة بالهيدروجين والماء والطاقة الكهربائية. وكانت وزارة البترول والثروة المعدنية أسندت إلى «أرامكو» إنشاء هذه المصفاة وتشغيلها، بحيث تصبح مملوكة بالكامل للشركة، وتدخل ضمن شبكة التكرير فيها من أجل الوفاء بحاجة المملكة من الطاقة وتصدير ما يفيض من منتجاتها إلى العالم.