صار "غانغ نام" الشارع الأكثر شهرة ليس في العاصمة الكورية الجنوبية سيول فقط، بل أيضاً في العالم كله بسبب أغنية "غانغ نام ستايل" لمغني الراي الكوري الجنوبي ساي. استُنسخت هذه الأغنية في أنحاء مختلفة من العالم لتحمل أسماء شخصيات معروفة أو مدن، وبقيت كلمة "ستايل" وتغير الاسم الأول. ونظرة على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" تجعلك تجد "نيويورك ستايل" و"لندن ستايل" وكذلك "مستر بين ستايل" ... وصولاً إلى "سعودي غانغ نام ستايل - أبو سروال وفنيلة" وهو أشهرها وأكثرها متابعة. خمسة شبان سعوديون هم عبدالعزيز (@Ro0ozo) صاحب الفكرة والفيديو، عبدالرحمن (@DhoomAlzahrani)، عادل (@AdelAlzahrani) ، راكان (@rko0oni1) وأسامة (@roozo99)، أعادوا تمثيل الأغنية واستعادوا المشاهد الأساسية من النظارات الشمسية القاتمة، والصبي الذي يرقص في بداية الكليب، إلى مشهد الرقص في "الباركينغ" وصولاً إلى مشهد الغناء في الحمام، لكن على طريقتهم. كما أعادوا تمثيل الكليب الساخر بطريقة أكثر سخرية وحاولوا أن "يسعودوا" الكليب فاختفت ال"sexy lady" التي يتغنى بها ساي في أغنيته الأصلية ولم يظهر الجنس اللطيف سوى في لقطة واحدة، حين يلحق أحدهم بصبيتين وهو يرقص، لنراه بعد ذلك هارباً في الاتجاه المعاكس وهما تلاحقانه وتحاولان ضربه بالأحذية، وقد نال هذا المقطع الإعجاب الأكبر. والمذهل أن هذا "الستايل السعودي" المنشور على يوتيوب منذ الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) فقط، حصد حتى الآن أكثر من 4 ملايين و282 ألف مشاهدة بينها 36363 إعجاب (Like). في المقابل، فإن "لندن ستايل" المعروض على يوتيوب منذ 26 أيلول (سبتمبر) الماضي لم يحصد سوى نحو 284 ألف مشاهدة بينها 1942 إعجاب (Like)، بينما شاهد نحو 222 ألفاً "نيويورك ستايل" مع تسجيل 727 إعجاباً (Like) مع أنه معروض منذ الرابع من أيلول (سبتمبر). أكثر من 715 مليون شخص شاهدوا الكليب الخاص بأغنية "غانغ نام ستايل" للمغني الكوري الجنوبي المغمور "سابقاً" ساي حتى ما قبل الأغنية "ساي" وأكثر من 5 ملايين "Like"، وهو يشبه إلى حد ما تصميم الرقصات في فيلم "STEP UP REVOLUTION" الذي عرض أخيراً في دور العرض العربية. بان وأوباما ورومني والأسد وأحمدي نجاد ويبدو أن الرغبة بتعلم هذه الرقصة، فاقت الموجة التي اجتاحت الشباب إثر تأدية مغني الراب الراحل مايكل جاكسون رقصة "المشي على القمر" (Moon Walk)، فهي لم تقتصر على الشباب والهواة بل ها هو ساي يزور مواطنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مقر الأممالمتحدة في نيويورك ويحاول أن يعلمه كيفية تأدية الرقصة أمام الصحافيين، وفي المقابل لم يتأخر ساي على تلبية بريتني سبيرز التي أعلنت على تويتر رغبتها في تعلم الرقصة، فظهر في برنامج تلفزيوني أميركي كان يستضيفها وراح يعلمها الخطوات الأولى التي تشبه حركات من يركب الحصان كما أخبرها. ولم تتوان مؤسسات أكاديمية عريقة عن دعوة ساي كجامعة أوكسفورد التي زارها وألقى خطاباً قصيراً أنهاه بتعليم الطلاب الرقصة. وكان للسياسة "ستايلها"، فظهر بشار الأسد وأحمدي نجاد يرقصان في نيويورك أمام مبنى الأممالمتحدة حين قرر مناهضون للرئيس السوري التنكر بزي يشبهه وحليفه نجاد أثناء إلقاء الأخير كلمته أمام الجمعية العامة، للاحتجاج على قمع الثورة السورية بمساعدة طهران. بينما دخلت الأغنية السباق الرئاسي الأميركي إلى البيت الأبيض معطية التفوق وبفارق كبير إلى المرشح الخاسر ميت رومني، فحصدت "ميت رومني ستايل" نحو 18 مليون مشاهدة منذ نشرها في 8 تشرين الأول (اكتوبر) 2012 بينها حوالى 170 ألف "إعجاب" (Like)، بينما لم تحصد رقصة الرئيس الفائز باراك أوباما سوى حوالى 4.5 مليون شخص بينها نحو 21 ألف "Like" فقط على الرغم من أنها منشورة قبل رقصة رومني بنحو 15 يوماً. ربما ينظر البعض إلى الرقصة على انها عولمة مضادة من الشرق الى الغرب هذه المرة... لكن، في حين يظن "دي كوش" (@dee_kosh) أن ساي نفسه تعب من "غانغ نام ستايل"... لا يبدو أن المعجبين على استعداد للتعب في تقليد الرقصة واستنساخها الى رقصات تشبه مدنهم... لقد نسي العالم بما فيه الأميركيون "ساندي ستايل"...